أثار المدرب الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، موجة من القلق والشكوك حول موعد عودة نجم خط وسطه المحوري، رودري، إلى الملاعب، وذلك في تصريحات مقتضبة أدلى بها خلال مؤتمر صحافي يوم الإثنين.
وفي رده على سؤال مباشر حول إمكانية لحاق رودري بمباراة الفريق المقبلة ضد فولهام ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، كان جواب جوارديولا قاطعاً وموجزاً: “لا، ليس بعد”. وعندما تم الضغط عليه لمعرفة ما إذا كان اللاعب سيكون جاهزاً لمباراة نهاية الأسبوع، زاد المدرب من حالة الغموض قائلاً: “لا أعرف”. هذه الإجابات القصيرة تعكس حالة من عدم اليقين داخل معسكر سيتي حول الحالة البدنية للاعب الذي يعد الركيزة الأساسية في خطط الفريق.
السياق وأهمية رودري لمانشستر سيتي
يُعتبر رودري، البالغ من العمر 29 عاماً، أحد أهم اللاعبين في تشكيلة مانشستر سيتي، إن لم يكن الأهم على الإطلاق في منظومة جوارديولا التكتيكية. فمنذ انضمامه إلى النادي في عام 2019، أثبت اللاعب الإسباني أنه لا يمكن تعويضه في مركز خط الوسط الدفاعي، حيث يجمع بين القدرة على افتكاك الكرات والتحكم في إيقاع اللعب بدقة تمريراته ورؤيته الثاقبة للملعب. وقد تجلت أهميته بشكل واضح خلال الموسم الماضي الذي شهد تتويج الفريق بالثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا)، حيث كان رودري هو من سجل هدف الفوز الثمين في المباراة النهائية لدوري الأبطال ضد إنتر ميلان، وهو الأداء الذي منحه جائزة أفضل لاعب في البطولة.
التأثير المتوقع لغيابه
إن غياب رودري عن تشكيلة مانشستر سيتي يترك فراغاً كبيراً يصعب ملؤه. فالفريق غالباً ما يعاني بدونه، حيث يفقد السيطرة في وسط الميدان ويصبح أكثر عرضة للهجمات المرتدة. وقد أظهرت نتائج الفريق في المواسم الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في المباريات التي يغيب عنها النجم الإسباني. على الصعيد المحلي، قد يؤثر غيابه المطول سلباً على مسيرة الفريق في سباق المنافسة الشرس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. أما على الصعيد الأوروبي، فإن افتقاد لاعب بخبرته وقدراته في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا قد يكون مكلفاً للغاية. لذلك، فإن حالة عدم اليقين الحالية لا تقلق الجهاز الفني فقط، بل تمتد إلى جماهير النادي التي تدرك أن طموحات الفريق في الحفاظ على هيمنته المحلية والقارية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجاهزية مايسترو خط الوسط.