في تصريحات أثارت صدى واسعاً في الأوساط الرياضية العالمية، كشف بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، عن رؤيته الاستشرافية لهوية بطل كأس العالم 2026. متجاوزاً العاطفة الوطنية تجاه منتخب بلاده إسبانيا، وضع المدرب المخضرم ثقته الكاملة في المنتخب الإنجليزي، مؤكداً أن "الأسود الثلاثة" يمتلكون كافة المقومات لمعانقة الذهب المونديالي في النسخة المقبلة.
توماس توخيل.. القطعة المفقودة في الأحجية الإنجليزية
لم يكن رهان جوارديولا مبنياً على المجاملة، بل استند بشكل جوهري إلى التحول الفني الكبير الذي أحدثه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتعيين الألماني توماس توخيل مديراً فنياً. وفي حديثه لوسائل الإعلام، أشاد بيب بالحنكة التكتيكية لتوخيل، مشيراً إلى أن المدرب الألماني يمتلك "الوصفة السحرية" للتعامل مع مباريات خروج المغلوب، وهو ما أثبته سابقاً عندما قاد تشيلسي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في وقت قياسي.
ويرى جوارديولا أن توخيل يتمتع بشخصية قيادية قوية وقدرة على الإقناع، وهي صفات يحتاجها المنتخب الإنجليزي بشدة لتحويل مجموعة المواهب الفردية إلى منظومة جماعية قادرة على حصد الألقاب، خاصة وأن توخيل يعرف خبايا الكرة الإنجليزية جيداً.
جيل ذهبي يتجاوز حدود الموهبة
تطرق جوارديولا في تحليله إلى الجودة الاستثنائية لقائمة المنتخب الإنجليزي الحالية. وأوضح أن إنجلترا لا تعاني من أي نقص في المراكز، بل تمتلك وفرة في البدلاء تضاهي مستوى الأساسيين. ويضم الجيل الحالي أسماء لامعة عالمياً مثل جود بيلينجهام، هاري كين، بوكايو ساكا، بالإضافة إلى نجوم مانشستر سيتي الذين يشرف عليهم جوارديولا بنفسه مثل فيل فودين وجون ستونز.
وأكد بيب أن هذا التكامل بين القوة البدنية، والمهارة الفنية، والوعي التكتيكي يجعل المنتخب الإنجليزي "فريقاً متكاملاً" وجاهزاً للمنافسة على أعلى المستويات، شريطة أن يمتلكوا الإيمان بقدراتهم.
عقدة 1966 وتحديات المونديال القادم
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للمنتخب الإنجليزي الذي يسعى لإنهاء صيام عن الألقاب العالمية استمر منذ عام 1966. فعلى الرغم من الوصول لنهائي يورو 2020 و2024، ونصف نهائي مونديال 2018، إلا أن الخطوة الأخيرة كانت دائماً مستعصية. ويرى المحللون أن دعم مدرب بحجم جوارديولا قد يزيل الضغوط النفسية عن كاهل اللاعبين.
مونديال 2026: ساحة معركة جديدة
تكتسب النسخة القادمة من كأس العالم أهمية خاصة، حيث ستقام بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وبمشاركة 48 منتخباً لأول مرة في التاريخ. هذا التوسع يفرض تحديات لوجستية وفنية جديدة، يرى جوارديولا أن إنجلترا بقيادة توخيل هي الأقدر على التعامل معها، نظراً لعمق التشكيلة والخبرة المتراكمة لدى اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى.