تراجع أسعار الذهب والفضة بضغط من الدولار وعوائد السندات

تحليل لأسباب انخفاض أسعار الذهب والفضة اليوم، وتأثير ارتفاع الدولار وعوائد السندات الأمريكية على أسواق المعادن النفيسة العالمية.
ديسمبر 2, 2025
8 mins read
تراجع أسعار الذهب والفضة بضغط من الدولار وعوائد السندات

شهدت أسواق المعادن النفيسة تراجعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، حيث انخفضت أسعار الذهب بنسبة تقارب 1%، متأثرة بمجموعة من العوامل الضاغطة، في مقدمتها ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، بالإضافة إلى عمليات جني أرباح واسعة النطاق من قبل المستثمرين بعد المكاسب القياسية الأخيرة. كما تراجعت الفضة بشكل حاد من أعلى مستوياتها التي سجلتها في عدة سنوات، مما يعكس حالة من التصحيح في الأسواق.

وفي تفاصيل التداولات، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 2420.50 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 12:15 بتوقيت جرينتش، بعد أن كان قد هبط بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.9% لتستقر عند 2435.50 دولار للأوقية. ويأتي هذا التراجع بعد موجة صعود قوية دفعت المعدن الأصفر إلى مستويات تاريخية.

السياق العام وخلفية الأداء الأخير

يأتي هذا الانخفاض في أعقاب فترة من الأداء الاستثنائي للذهب والفضة. فقد كان الطلب على الملاذات الآمنة هو المحرك الرئيسي لهذا الصعود، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. بالإضافة إلى ذلك، لعبت عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، دورًا محوريًا في دعم الأسعار، حيث تسعى هذه البنوك إلى تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار. كما أن توقعات المستثمرين ببدء دورة تيسير نقدي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) قد عززت من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

يعتبر ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة من أهم العوامل المعاكسة لأسعار الذهب. فعندما يرتفع مؤشر الدولار، يصبح الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليه. وفي الوقت نفسه، يؤدي ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، والتي وصلت لأعلى مستوى لها في أسبوعين، إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب. فالمستثمرون يفضلون الأصول التي تدر عائدًا مثل السندات على الذهب الذي لا يقدم فائدة دورية.

أما بالنسبة للفضة، فقد تراجعت بنسبة 0.9% إلى 31.42 دولار للأوقية، مبتعدة عن أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد والذي سجلته يوم الاثنين. وتتأثر الفضة بنفس العوامل التي تؤثر على الذهب، ولكنها تمتلك أيضًا جانبًا صناعيًا مهمًا، حيث تدخل في صناعات حيوية مثل الألواح الشمسية والإلكترونيات، مما يجعلها أكثر حساسية للتوقعات الاقتصادية العالمية. وفي المعادن النفيسة الأخرى، انخفض البلاتين بنسبة 2.1% إلى 1022.56 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 992.22 دولار.

يشير هذا التراجع إلى أن الأسواق قد دخلت مرحلة من التصحيح وجني الأرباح، وهو أمر طبيعي بعد الارتفاعات الكبيرة. ومع ذلك، يبقى المشهد العام معقدًا، حيث تتصارع العوامل الداعمة للأسعار، مثل المخاطر الجيوسياسية ومشتريات البنوك المركزية، مع الضغوط الناتجة عن السياسات النقدية المتشددة وقوة الدولار.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

ترامب يحضر قرعة مونديال 2026 بواشنطن: دلالات سياسية ورياضية
Previous Story

ترامب يحضر قرعة مونديال 2026 بواشنطن: دلالات سياسية ورياضية

رينارد ضد كيروش: مواجهة تكتيكية مرتقبة بين السعودية وعمان
Next Story

رينارد ضد كيروش: مواجهة تكتيكية مرتقبة بين السعودية وعمان

Latest from الاقتصاد

أذهب إلىالأعلى