شهدت الأسواق المالية البريطانية في ختام تعاملاتها يوم الخميس حالة من التباين الملحوظ في أداء العملة الملكية، تزامناً مع نشاط إيجابي في سوق الأسهم، حيث سجل الجنيه الإسترليني تحركات متباينة أمام العملات الرئيسية، بينما تمكنت بورصة لندن من تحقيق مكاسب رقمية في مؤشرها الرئيسي.
أداء الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو
في تفاصيل التداولات النقدية، سجل الجنيه الإسترليني انخفاضاً طفيفاً مقابل الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف مع موعد إغلاق الأسواق اللندنية مستوى 1.3345 دولار، مسجلاً تراجعاً بنسبة 0.06%. يعكس هذا التحرك قوة العملة الأمريكية المستمرة في الأسواق العالمية، والتي غالباً ما تضغط على العملات الرئيسية الأخرى.
على الجانب الآخر، أظهر الإسترليني تماسكاً وأداءً إيجابياً مقابل العملة الأوروبية الموحدة، حيث ارتفع ليصل إلى 1.1450 يورو، محققاً زيادة بنسبة 0.07%. هذا التباين يشير إلى ديناميكيات مختلفة تحكم علاقة الإسترليني بكل من الاقتصاد الأمريكي ومنطقة اليورو، متأثراً بتوقعات أسعار الفائدة والبيانات الاقتصادية الصادرة من البنوك المركزية في كل من لندن، واشنطن، وفرانكفورت.
مؤشر فوتس 100 يغلق على ارتفاع
وعلى صعيد أسواق الأسهم، خالف مؤشر بورصة لندن الرئيسي (فوتس 100) الاتجاه الهبوطي للعملة أمام الدولار، ليغلق في المنطقة الخضراء. وقد تمكن المؤشر، الذي يضم أكبر مئة شركة مدرجة في سوق لندن للأوراق المالية من حيث القيمة السوقية، من تحقيق مكاسب بلغت 18.80 نقطة.
وبهذا الارتفاع، وصل المؤشر إلى مستوى 9710.87 نقطة، ورغم التذبذب الذي قد تظهره النسب المئوية اللحظية، إلا أن الإغلاق الإيجابي بالنقاط يعكس ثقة المستثمرين في الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تعتمد على التصدير وتستفيد من تراجع العملة المحلية أمام الدولار لزيادة تنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية.
السياق الاقتصادي وأهمية الأسواق البريطانية
تكتسب هذه التحركات أهمية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها الاقتصاد العالمي والبريطاني. وتُعد بورصة لندن واحدة من أقدم وأهم الأسواق المالية في العالم، حيث يعتبر مؤشر (فوتس 100) مقياساً حيوياً ليس فقط للاقتصاد البريطاني، بل لحركة التجارة العالمية نظراً للطبيعة الدولية للشركات المدرجة فيه.
تأتي هذه البيانات في وقت يراقب فيه المحللون الاقتصاديون عن كثب معدلات التضخم في المملكة المتحدة وسياسات بنك إنجلترا المركزي فيما يتعلق بأسعار الفائدة. فالعلاقة بين قيمة الجنيه الإسترليني وأداء سوق الأسهم غالباً ما تكون عكسية في المدى القصير؛ حيث يؤدي انخفاض العملة إلى دعم أسهم الشركات متعددة الجنسيات التي تحقق أرباحها بالعملات الأجنبية، وهو ما يفسر جزئياً صعود البورصة تزامناً مع تراجع الإسترليني أمام الدولار.
ويشير الخبراء إلى أن استقرار الأسواق المالية في لندن يعد مؤشراً حيوياً للاستقرار المالي الأوروبي، خاصة في مرحلة ما بعد البريكست، حيث تسعى لندن للحفاظ على مكانتها كمركز مالي عالمي رائد ينافس نيويورك والأسواق الآسيوية الصاعدة.