أعلن الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن مجموعة من التعديلات القانونية الجذرية التي من المقرر أن تُختبر لأول مرة خلال بطولة كأس العرب 2025. وستكون هذه النسخة، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، مسرحاً لتجربة قواعد جديدة تهدف إلى زيادة وقت اللعب الفعلي ومكافحة ظاهرة إضاعة الوقت التي تؤثر على متعة المباريات وسرعة إيقاعها.
السياق التاريخي وأهمية كأس العرب
تُعد بطولة كأس العرب واحدة من أعرق البطولات الإقليمية، حيث انطلقت نسختها الأولى عام 1963. وبعد فترات من التوقف، شهدت البطولة انتعاشاً كبيراً عندما أقيمت تحت مظلة الفيفا لأول مرة في قطر عام 2021، حيث اعتبرت بمثابة بروفة تنظيمية ناجحة لكأس العالم 2022. هذا التاريخ يمنح البطولة زخماً كبيراً، ويجعلها منصة مثالية ليس فقط للتنافس الرياضي بين المنتخبات العربية، بل أيضاً كحقل تجارب لتطوير كرة القدم عالمياً. اختيار قطر مجدداً لاستضافة نسخة 2025 يعزز من مكانتها كعاصمة للرياضة في الشرق الأوسط، قادرة على تنظيم أحداث كبرى بمعايير عالمية.
قانون الدقيقتين: ثورة ضد إضاعة الوقت
التعديل الأبرز الذي كشف عنه كولينا يتمثل في إجبار أي لاعب يتلقى علاجاً من الجهاز الطبي على أرض الملعب على مغادرته لمدة دقيقتين كاملتين. خلال هذه الفترة، سيكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين، مما يشكل عقوبة تكتيكية فورية. الهدف من هذا القانون هو الحد من تظاهر اللاعبين بالإصابة بهدف كسر إيقاع لعب الفريق المنافس أو إهدار الدقائق الثمينة في نهاية المباريات. وأوضح كولينا: “نريد ضمان أن يتلقى اللاعب العلاج عند تعرضه لإصابة حقيقية فقط، وليس نتيجة التظاهر. لذلك نفكر في إلزام اللاعب بالخروج دقيقتين كاملة”.
ومع ذلك، وضع الفيفا استثناءات واضحة لهذه القاعدة لضمان عدم معاقبة اللاعبين المصابين بالفعل. لن يتم تطبيق القانون في حالات الإصابات الخطيرة المؤكدة، أو إذا حصل اللاعب المنافس الذي تسبب في الإصابة على بطاقة صفراء أو حمراء، كما يُستثنى حراس المرمى من هذه القاعدة بشكل كامل.
التأثير المتوقع والأبعاد الدولية
لا يقتصر تأثير هذه التعديلات على بطولة كأس العرب وحدها، بل يمتد إلى مستقبل اللعبة عالمياً. ستكون أنظار الاتحادات القارية والوطنية والمحللين والجماهير موجهة نحو الدوحة لمراقبة نتائج هذه التجربة. إذا أثبتت القاعدة الجديدة فعاليتها في زيادة وقت اللعب الفعلي وتقليل التوقفات غير الضرورية، فمن المرجح أن يتم تبنيها وتعميمها في البطولات الكبرى، بما في ذلك كأس العالم. يأتي هذا التوجه ضمن رؤية الفيفا الأوسع لجعل كرة القدم أكثر سرعة وجاذبية، والتي شملت أيضاً تطبيق قاعدة عدم السماح للحارس بالإمساك بالكرة لأكثر من 8 ثوانٍ، وهو ما تم الالتزام به بنجاح في كأس العالم للناشئين.
بذلك، تتحول كأس العرب 2025 من مجرد بطولة إقليمية إلى حدث رياضي ذي أهمية استراتيجية لكرة القدم العالمية، مما يرفع من قيمتها الفنية ويعزز من مستوى التنافس بين المنتخبات المشاركة التي ستكون أول من يختبر هذه القوانين الجديدة.