تستعد مدينة جدة لخطوة تنظيمية هامة، حيث تبدأ يوم غدٍ الإثنين، الموافق 1 ديسمبر 2025م، المهلة الإلزامية لإخلاء مواقع تشاليح السيارات الحالية في حي الحمدانية. يأتي هذا القرار كجزء من خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى نقل هذا النشاط الحيوي إلى موقع نموذجي جديد ومتكامل يقع جنوب جدة، ضمن مشروع “مدينة تجميع المعادن” الطموح.
خلفية تاريخية وسياق التطوير الحضري
لعقود طويلة، شكلت مناطق التشاليح العشوائية تحدياً كبيراً للمدن السعودية الكبرى، ومنها جدة. فقد ارتبط وجودها داخل الأحياء السكنية مثل الحمدانية بالعديد من الظواهر السلبية، أبرزها التشويه البصري للمشهد الحضري، والمخاطر البيئية الناجمة عن تسرب الزيوت والمواد الكيميائية إلى التربة، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية ومخاطر اندلاع الحرائق. وتأتي خطوة النقل استجابةً لمتطلبات التنمية الحضرية المستدامة التي تتبناها المملكة ضمن رؤية 2030، والتي تركز على تحسين جودة الحياة للسكان وإعادة تنظيم الأنشطة الصناعية والتجارية خارج النطاق العمراني السكني.
أهمية المشروع وتأثيره المتوقع
يهدف مشروع “مدينة تجميع المعادن” إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع قطع غيار السيارات المستعملة وإعادة تدوير المعادن. على الصعيد المحلي، سيؤدي نقل التشاليح إلى تحرير أراضٍ واسعة في حي الحمدانية، مما يفتح الباب أمام مشاريع تطويرية جديدة تخدم سكان الحي وترفع من قيمة عقاراتهم. كما سيوفر الموقع الجديد بيئة عمل آمنة ومنظمة للعاملين في هذا القطاع، مما يعزز من كفاءة التشغيل ويحد من الممارسات العشوائية. وأوضحت أمانة جدة أن المشروع يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 1.9 مليون متر مربع، منها 850 ألف متر مربع كمساحة تأجيرية موزعة على 291 قطعة أرض، مما يوفر خيارات استثمارية متنوعة.
بنية تحتية متكاملة ومستقبل واعد
يتميز الموقع الجديد بتصميمه الحضاري الذي يلبي كافة احتياجات المستثمرين والعملاء. فهو يضم بنية تحتية متطورة تشمل شبكة طرق وممرات مشاة مصممة وفق أعلى معايير السلامة، بالإضافة إلى خدمات متكاملة مثل المحال التجارية، ومواقف السيارات، والمساجد، وسكن للعمالة، ودورات مياه عامة. ولضمان استمرارية الأعمال، تعمل شركة جدة على استكمال الخدمات المساندة، بما في ذلك إنشاء محطة كهرباء جديدة داخل المدينة. ومن المتوقع أن يعزز هذا التنظيم من مكانة جدة كمركز إقليمي رائد في مجال صناعات إعادة التدوير وتجارة قطع الغيار، بما يواكب النمو الاقتصادي الذي تشهده المدينة.
يُذكر أن شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، المسؤولة عن المشروع، قد بدأت بالفعل في توقيع عقود المستفيدين وتسليم الأراضي منذ مايو 2025، وذلك بعد اكتمال أعمال التهيئة ووصول نسبة الحجوزات إلى 100%، مما يعكس الثقة العالية في جدوى المشروع وأهميته، ومن المخطط أن يبدأ تشغيل المجمع بشكل كامل بنهاية العام الجاري.
