شهدت الأسهم الأوروبية تراجعاً طفيفاً في تعاملات اليوم، حيث سيطرت حالة من الحذر والترقب على المستثمرين في القارة العجوز، انتظاراً لما سيسفر عنه اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) المقرر عقده هذا الأسبوع. ويأتي هذا التراجع في وقت حساس للأسواق العالمية التي تبحث عن إشارات واضحة حول مسار أسعار الفائدة للفترة المقبلة.
أداء المؤشرات الأوروبية الرئيسية
في تفاصيل التداولات، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2% ليغلق عند مستوى 577.98 نقطة. ولم يكن هذا التراجع مقتصراً على المؤشر الجامع للأسهم الأوروبية فحسب، بل امتد ليشمل الأسواق الرئيسية الكبرى؛ حيث تراجع مؤشر (داكس) الألماني بنسبة 0.1%، بينما سجل مؤشر (كاك 40) الفرنسي انخفاضاً بنسبة 0.3%. تعكس هذه التحركات الهادئة والمائلة للهبوط رغبة المحافظ الاستثمارية في تجنب المخاطرة قبل صدور القرارات الحاسمة من الولايات المتحدة.
ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي
تتجه أنظار العالم الاقتصادي صوب واشنطن، حيث تشير التوقعات السائدة في الأسواق إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتعتبر هذه الخطوة، في حال إقرارها، محورية جداً، إذ أنها تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الاقتراض العالمية، وقوة الدولار الأمريكي، وبالتالي تؤثر على جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات والأصول الأخرى.
سياق الأسواق وتأثير السياسات النقدية
تكتسب اجتماعات البنوك المركزية في هذا التوقيت أهمية قصوى نظراً للظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة. فبعد فترة طويلة من التشديد النقدي ورفع الفائدة لمكافحة التضخم، بدأت البنوك المركزية الكبرى، بما فيها البنك المركزي الأوروبي والفيدرالي الأمريكي، في تبني سياسات أكثر مرونة لدعم النمو الاقتصادي وتجنب الركود. إن أي قرار يتخذه الفيدرالي لا يؤثر فقط على وول ستريت، بل تمتد آثاره لتشمل تدفقات رؤوس الأموال في الأسواق الأوروبية والناشئة.
ويرى المحللون أن التراجع الطفيف اليوم هو عملية "حبس أنفاس" طبيعية، حيث يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة أو عدم فتح مراكز شرائية جديدة حتى تتضح الرؤية بشأن وتيرة خفض الفائدة المستقبلية، وما سيصاحب القرار من تصريحات حول التوقعات الاقتصادية للعام المقبل.
