في خطوة تعكس التطور المتسارع الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، توّج مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام نخبة من كوادره التمريضية بجائزة «ديزي» الدولية المرموقة. أقيم الاحتفال في حدث نوعي شهده مؤسسو الجائزة من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يمثل اعترافاً عالمياً بالكفاءة العالية والتميز الإنساني الذي وصل إليه الممارسون الصحيون السعوديون، خاصة في مجال الرعاية النفسية الدقيق.
خلفية تاريخية وأهمية جائزة ‘ديزي’ العالمية
تأسست مؤسسة ‘ديزي’ (DAISY Foundation) في عام 1999 في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل عائلة باتريك بارنز، الذي توفي عن عمر يناهز 33 عامًا بسبب مضاعفات أحد أمراض المناعة الذاتية. وخلال فترة مرضه، تأثرت عائلته بشدة بالرعاية الحانية والتعاطف الاستثنائي الذي قدمه له فريق التمريض. وتقديرًا لهذا الدور المحوري، تم إنشاء جائزة ‘ديزي’ لتكريم الممرضين والممرضات حول العالم الذين يقدمون رعاية فائقة تتجاوز المهام السريرية لتلامس الجانب الإنساني للمرضى وعائلاتهم. اليوم، تُعد هذه الجائزة معياراً دولياً للتميز في مهنة التمريض، ويتم منحها في آلاف المؤسسات الصحية عبر أكثر من 30 دولة.
تأثير محلي وإقليمي يواكب رؤية 2030
يعد حصول مجمع إرادة بالدمام على هذا التكريم محطة مفصلية، ليس فقط للمجمع بل لقطاع الصحة النفسية في المملكة ككل. فهذا الاعتراف الدولي يسلط الضوء على جودة المخرجات الصحية الوطنية ومواءمتها مع أفضل الممارسات العالمية، وهو ما يتماشى بشكل مباشر مع أهداف رؤية السعودية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، اللذين يركزان على رفع جودة الرعاية الصحية وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية. على الصعيد المحلي، يساهم هذا التكريم في رفع الروح المعنوية لدى الطواقم التمريضية، ويعزز ثقافة التميز والامتنان داخل بيئة العمل، كما يشجع على جذب أفضل الكفاءات لقطاع التمريض النفسي الذي يتطلب مهارات خاصة تجمع بين العلم والرحمة.
إشادة دولية وتأكيد على الدور الإنساني للتمريض
شهدت مراسم الاحتفاء حضور رئيس تشغيل المجمع الدكتور مرجع اليامي، إلى جانب السيد «مارك» مؤسس الجائزة، والرئيس الفخري السيدة «بوني». وقد أبدى الوفد الأمريكي الزائر انبهاره بمستوى الأداء المهني للكوادر التمريضية السعودية، مؤكدين أن ما لمسوه من رعاية يعكس استيعاباً عميقاً لمفهوم التطبيب الإنساني. من جانبه، أوضح الدكتور اليامي أن منح هذه الجوائز يتجاوز التكريم الشكلي ليكون إبرازاً للدور المحوري الذي يلعبه التمريض في رحلة تعافي المرضى، مشدداً على أن الجائزة تستهدف تعزيز الجوانب الإنسانية وزرع شغف الرعاية في نفوس الممارسين، وهو أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع مرضى الصحة النفسية. واختُتمت الفعالية بتوزيع الشهادات الدولية والهدايا التذكارية على الفائزين، في أجواء مفعمة بالفخر الوظيفي الذي يؤكد على أهمية دورهم كخط دفاع أول في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.