كشف فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير عن قفزة نوعية في مؤشرات العمل التطوعي، حيث نجح الفرع في استقطاب أكثر من 13 ألف متطوع ومتطوعة، محققين عائداً اقتصادياً تجاوزت قيمته 6.5 مليون ريال. وتأتي هذه الأرقام لتعكس نجاح الخطط التشغيلية التي تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
أرقام قياسية ومؤشرات أداء مرتفعة
أظهرت الإحصائيات الرسمية انخراط 13,935 متطوعاً في الميدان البيئي والزراعي، شاركوا بفاعلية في تنفيذ 230 فرصة تطوعية متنوعة. وقد ترجم هؤلاء المتطوعون شغفهم بخدمة الوطن من خلال تقديم 265,964 ساعة عمل تطوعية، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول والأثر الملموس لهذه المبادرات على أرض الواقع. كما سجلت المبادرات معدلات رضا قياسية لدى المستفيدين بلغت 97.63%، مما يؤكد جودة الخدمات المقدمة وكفاءة التنظيم.
السياق الوطني ورؤية 2030
لا يمكن قراءة هذه الأرقام بمعزل عن السياق الوطني العام؛ إذ تأتي هذه الجهود استجابةً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تطمح للوصول إلى مليون متطوع سنوياً. ويعد القطاع البيئي أحد أهم الركائز التي تعول عليها المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة مع إطلاق مبادرة "السعودية الخضراء" التي تهدف إلى زيادة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. وتمثل منطقة عسير، بطبيعتها الجغرافية والمناخية الفريدة، بيئة خصبة لتفعيل هذه المبادرات، حيث يسهم المتطوعون في حماية التنوع البيولوجي الذي تتميز به المنطقة.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
يتجاوز أثر هذا الحراك التطوعي الجانب البيئي ليشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية هامة. فمن الناحية الاقتصادية، يساهم العمل التطوعي في توفير تكاليف تشغيلية كبيرة على الدولة، وهو ما تم تقديره في عسير بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون ريال. أما اجتماعياً، فإن انخراط آلاف الشباب والشابات في هذه الأنشطة يعزز من قيم الانتماء والمسؤولية الوطنية، ويرسخ ثقافة العطاء بلا مقابل، مما ينعكس إيجاباً على تماسك النسيج الاجتماعي.
تكريم شركاء النجاح
وفي بادرة تقديرية، كرّم مدير عام الفرع المهندس محمد بن علي آل عطيف، كافة الجهات والأفراد الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرات، تزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع 2025م. وقد نفذ الفرع مبادرة مجتمعية نوعية بمشاركة واسعة من منظمات القطاع غير الربحي، لترسيخ ثقافة العمل التطوعي كقيمة إنسانية ووطنية راسخة، مؤكدين العزم على مضاعفة الجهود في المواسم القادمة.


