كشفت أمانة العاصمة المقدسة عن حصاد جهودها الميدانية المكثفة خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث نفذت الفرق الرقابية والميدانية حزمة واسعة من أعمال الإصحاح البيئي بلغت 51,444 مهمة، وذلك في إطار استراتيجيتها المستمرة لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة في مكة المكرمة. وتأتي هذه الجهود تأكيداً على جاهزية الأمانة للتعامل مع كافة التحديات البيئية وضمان سلامة السكان والزوار.
أهمية الموقع وخصوصية العاصمة المقدسة
تكتسب أعمال الإصحاح البيئي في العاصمة المقدسة أهمية استثنائية تتجاوز المفهوم التقليدي للنظافة العامة؛ نظراً للطبيعة الجغرافية لمكة المكرمة التي تتخللها الأودية والجبال، إضافة إلى الكثافة السكانية العالية وحركة الزوار والمعتمرين المستمرة طوال العام. وتعمل الأمانة وفق خطط استباقية تهدف إلى منع نشوء بؤر التلوث أو تكاثر الآفات التي قد تشكل خطراً على الصحة العامة، مما يجعل هذه المهام ركيزة أساسية في منظومة الأمن الصحي المحلي.
تفاصيل العمليات الميدانية ومكافحة الآفات
وفي تفاصيل الإحصائيات، ركزت الفرق الميدانية جهودها بشكل كبير على مكافحة بؤر توالد البعوض، حيث تم تنفيذ 22,533 عملية مكافحة شملت مختلف الأحياء السكنية، والمناطق المفتوحة، والمرافق العامة. وتزامنت هذه العمليات مع معالجة 1,826 موقعاً لتجمعات المياه الراكدة، التي تُعد البيئة الحاضنة لتكاثر الحشرات، وذلك ضمن إجراءات وقائية صارمة للحد من مسببات الأمراض المنقولة عبر النواقل.
كما شملت الجهود البيئية تنفيذ 25,105 عمليات مخصصة لمعالجة بؤر انتشار الذباب في الأسواق والمرافق الحيوية، بالإضافة إلى 1,394 عملية صيانة ومعالجة للمناهل ومجاري تصريف مياه الأمطار لضمان انسيابية التدفق ومنع الانسدادات التي قد تؤدي إلى طفح المياه وتلوث البيئة المحيطة.
الاستجابة للبلاغات ومكافحة القوارض
وعلى صعيد التفاعل مع المجتمع، أوضحت الأمانة أن وحدات الرصد والتدخل السريع تعاملت بكفاءة عالية مع 665 بلاغاً وردت من السكان خلال الشهر، مما يعكس تكامل المنظومة الرقابية وسرعة الاستجابة لملحوظات المواطنين والمقيمين. وفي سياق متصل، واصلت الفرق المتخصصة حملاتها لمكافحة القوارض، منفذة 3,806 عمليات ميدانية استهدفت المواقع الحرجة للحد من انتشارها وتقليل مخاطرها الصحية.
الأثر الاستراتيجي على جودة الحياة
وتصب هذه الجهود المكثفة في مصلحة تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة ببرنامج جودة الحياة، حيث يسهم الإصحاح البيئي الفعال في خلق بيئة صحية مستدامة، ويقلل من الأعباء على القطاع الصحي من خلال الوقاية من الأمراض قبل حدوثها. وأكدت أمانة العاصمة المقدسة عزمها على استمرار هذه البرامج وفق خطط تشغيلية دورية تعتمد على الرصد المستمر والتقنيات الحديثة، لضمان بيئة آمنة وصحية تليق بقدسية المكان وسلامة قاطنيه.
