أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن تطبيق إجراءات حاسمة لتعزيز الانضباط المدرسي، مؤكدةً على جميع مدارس التعليم العام البدء الفوري في رصد غياب الطلاب والطالبات من اليوم الدراسي الأول الذي يلي إجازة الخريف مباشرة. ويأتي هذا التوجيه ليضع حداً لظاهرة التغيب التي تتبع فترات الإجازات، ويغرس قيم الجدية والالتزام في نفوس النشء منذ بداية مسيرتهم التعليمية.
تفاصيل الإجراءات الجديدة وآلية التطبيق
وفقاً للوائح المحدثة، سيتم التعامل مع غياب الطالب عن أول يوم دراسي بعد الإجازة كغياب رسمي يخضع لإجراءات الحسم. وتتم عملية الرصد بشكل إلكتروني دقيق، حيث يقوم معلمو المواد بتسجيل حالات الغياب والتأخر مباشرة عبر منصة “مدرستي”، ليتم توثيقها تلقائياً في “نظام نور” المركزي. من جانبها، تتابع إدارات المدارس هذه الحالات يومياً، مع إشعار أولياء الأمور بشكل فوري عبر الوسائل الإلكترونية المعتمدة، لضمان الشفافية والمتابعة المستمرة.
وتنص قواعد السلوك والمواظبة على حسم درجة واحدة من درجات المواظبة عن كل يوم غياب بدون عذر مقبول. بالإضافة إلى ذلك، يُحرم الطالب المتغيب من الحصول على الدرجة الكاملة في المشاركة والتفاعل الصفي، ويفقد حقه في إعادة أي اختبارات قصيرة أو أنشطة تعليمية تم تنفيذها خلال فترة غيابه.
السياق العام لقرار تشديد الرقابة على الحضور
لم يأتِ هذا القرار من فراغ، بل هو امتداد لجهود وزارة التعليم المستمرة لرفع جودة المخرجات التعليمية، والتي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. ففي السابق، كان هناك نوع من التهاون الملحوظ في الحضور خلال الأيام التي تسبق الإجازات أو تليها، مما يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي ويعطل سير العملية التعليمية. ومع التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، أصبحت أدوات مثل “مدرستي” و”نور” ركائز أساسية لفرض الانضباط وتطبيق اللوائح بدقة وكفاءة، مما يقلل من التدخل البشري ويضمن تطبيقاً موحداً للمعايير في جميع المدارس.
الأهمية والتأثير المتوقع على المنظومة التعليمية
يحمل هذا التشديد في إجراءات الغياب أهمية كبرى على عدة مستويات. فعلى المستوى المحلي، يهدف إلى بناء جيل منضبط ومسؤول، يدرك أهمية الوقت والالتزام كقيم أساسية للنجاح. كما يعزز من الشراكة بين المدرسة والأسرة، حيث يصبح ولي الأمر على اطلاع دائم بحالة حضور أبنائه. أما على المستوى الوطني، فإن تحسين معدلات الحضور المدرسي ينعكس إيجاباً على الأداء العام للنظام التعليمي السعودي، ويرفع من مستوى تنافسية الطلاب على الصعيدين الإقليمي والدولي. إن ضمان عدم تفويت الطلاب لأي جزء من المنهج الدراسي يساهم بشكل مباشر في تحسين نتائجهم في الاختبارات الوطنية والدولية.
الأعذار المقبولة للغياب
حددت الوزارة قائمة واضحة بالأعذار التي يمكن قبولها لتبرير الغياب، شريطة تقديم المستندات الرسمية خلال مهلة لا تتجاوز خمسة أيام. وتشمل هذه الأعذار:
- الإجازات المرضية المعتمدة من منصة “صحتي”.
- حالات وفاة أحد الأقارب حتى الدرجة الرابعة.
- مراجعة جهات رسمية أو صحية مع إثبات ذلك بإشعار مراجعة رسمي.
- المرافقة الصحية لأحد الأقارب عند وجود مبرر طبي.
- التقارير المعتمدة من وحدة الرعاية الطلابية في إدارة التعليم.
وفي المقابل، تحرص الوزارة على تحفيز السلوك الإيجابي من خلال تكريم الطلبة المتميزين في المواظبة والحضور في نهاية كل فصل دراسي، لخلق بيئة تعليمية تنافسية ومحفزة.