شهدت ولاية “أواهاكا” الواقعة في جنوب المكسيك، اليوم، نشاطاً زلزالياً ملحوظاً، حيث ضرب زلزال بلغت قوته 5.3 درجات على مقياس ريختر المنطقة، مما أثار حالة من الترقب لدى السكان والسلطات المحلية، دون أن يتم الإبلاغ فورياً عن خسائر كبيرة.
تفاصيل الهزة الأرضية وبيانات المسح الجيولوجي
وفقاً للبيان الصادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، وهي الجهة المرجعية العالمية لرصد الزلازل، تم تحديد مركز الزلزال على بعد حوالي 23 كيلومتراً من مدينة “سالينا كروز”. وأوضحت البيانات التقنية أن الهزة وقعت على عمق متوسط بلغ 62.2 كيلومتراً تحت سطح الأرض. وعادة ما يكون للزلازل ذات العمق المتوسط تأثير أقل تدميراً على السطح مقارنة بالزلازل الضحلة، إلا أنها تكون محسوسة على نطاق أوسع.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر السلطات المكسيكية أو فرق الدفاع المدني أي تقارير رسمية تفيد بوقوع أضرار مادية جسيمة في البنية التحتية أو تسجيل إصابات بشرية، إلا أن عمليات المسح والتقييم تظل مستمرة في المناطق القريبة من مركز الزلزال للتأكد من سلامة السكان.
المكسيك وحزام النار: سياق جيولوجي هام
لا يعد هذا الحدث غريباً على المكسيك، التي تُصنف كواحدة من أكثر دول العالم نشاطاً زلزالياً. تقع البلاد فوق منطقة جيولوجية معقدة تعرف بـ “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد حوالي 90% من زلازل العالم. تتأثر المكسيك بشكل مباشر بتحركات الصفائح التكتونية، وتحديداً صفيحة “كوكوس” التي تغوص تحت صفيحة “أمريكا الشمالية”، مما يولد ضغطاً هائلاً يتحرر على شكل زلازل متكررة.
تاريخ أواهاكا مع الزلازل
تعتبر ولاية “أواهاكا” تحديداً بؤرة ساخنة للنشاط الزلزالي في المكسيك، حيث شهدت تاريخياً العديد من الهزات العنيفة. ولعل الذاكرة القريبة تستحضر الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة في يونيو 2020 بقوة 7.4 درجات، والذي تسبب حينها في أضرار مادية وإصدار تحذيرات من موجات تسونامي. هذا التاريخ الجيولوجي النشط يجعل السكان المحليين في حالة تأهب دائم، كما يدفع الحكومة المكسيكية لتطوير أنظمة إنذار مبكر تعد من بين الأكثر تطوراً في أمريكا اللاتينية.
أهمية المتابعة وإجراءات السلامة
يأتي هذا الزلزال كتذكير مستمر بأهمية الاستعداد للكوارث الطبيعية. وتدعو هيئات الحماية المدنية في المكسيك المواطنين دائماً إلى الالتزام بتعليمات السلامة، والاحتفاظ بحقائب الطوارئ، والمشاركة في تدريبات الإخلاء الدورية التي تنظمها الدولة لتقليل المخاطر المحتملة عند وقوع هزات أرضية أكبر.