مهرجان المونودراما بالدمام: تنافس مسرحي وورش تدريبية

تغطية شاملة لفعاليات مهرجان المونودراما في الدمام، حيث يتصاعد التنافس بين العروض المسرحية مع ورش عمل لتطوير المهارات الأدائية بحضور نخبة من الفنانين.
ديسمبر 8, 2025
6 mins read
مهرجان المونودراما بالدمام: تنافس مسرحي وورش تدريبية

تشهد مدينة الدمام حراكاً ثقافياً وفنياً لافتاً مع تواصل فعاليات مهرجان المونودراما، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون. وقد شهدت أروقة الجمعية ومسرح كواليس تصاعداً ملحوظاً في وتيرة التنافس بين الفرق المشاركة، مما يعكس تطور المشهد المسرحي في المنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام.

وتضمنت الفعاليات تقديم مجموعة من العروض المسرحية التي اتسمت بالتنوع والعمق، ومن أبرزها عرض “ديك”، وعرض “أجنة الثلاجة”، بالإضافة إلى عرض “قمر”. ولم تقتصر الفعاليات على العرض فقط، بل صاحبها ندوات تطبيقية أثارت نقاشات نقدية عميقة حول البنية الدرامية وأداء الممثلين، مما أضفى طابعاً أكاديمياً ومعرفياً على المهرجان.

وفي سياق إثراء المحتوى المعرفي، قُدمت ورشة تدريبية متخصصة بعنوان “تقنيات الأداء في المونودراما”، ركزت بشكل أساسي على الجانب العملي لتطوير أدوات الممثل، بدءاً من تمارين الصوت والنطق، وصولاً إلى آليات تنشيط الخيال وتوظيف الجسد في الفضاء المسرحي، وهو ما يعد ركيزة أساسية في فن المونودراما الذي يعتمد على الممثل الواحد.

ويكتسب فن المونودراما (مسرح الممثل الواحد) أهمية خاصة في تاريخ المسرح، حيث يعد من أصعب الفنون الأدائية التي تتطلب قدرات استثنائية من الممثل للسيطرة على الخشبة وشد انتباه الجمهور طوال مدة العرض دون الاعتماد على حوارات مع شخصيات أخرى. ويأتي هذا المهرجان ليعزز من حضور هذا النوع المسرحي الصعب في المشهد الثقافي السعودي، موفراً منصة للتجريب والابتكار.

من جانبه، أكد مدير جمعية الثقافة والفنون في محافظة الأحساء، يوسف الخميس، على الأهمية الاستراتيجية لمثل هذه المهرجانات المسرحية. وأشار إلى دورها المحوري في صقل المواهب الشابة وتطوير قدراتهم في جميع مجالات العطاء المسرحي. ونوه الخميس بقيمة هذا التجمع الفني الذي يخلق جسراً للتواصل بين جيل الرواد والفنانين الشباب، عادّاً هذا التلاقح الفكري والفني مولداً حقيقياً للخبرة ووسيلة فعالة لاكتساب المهارات الاحترافية.

ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية نهضة ثقافية شاملة ضمن رؤية 2030، حيث تلعب الفنون الأدائية دوراً مهماً في تعزيز جودة الحياة والتعبير الثقافي. وتعد المنطقة الشرقية، والدمام تحديداً، حاضنة تاريخية للمسرح السعودي، حيث ساهمت فرقها المسرحية على مدار عقود في تخريج أجيال من الفنانين والمبدعين الذين أثروا الساحة الفنية الخليجية والعربية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

الأمم المتحدة تطالب طالبان برفع الحظر عن عمل الأفغانيات
Previous Story

الأمم المتحدة تطالب طالبان برفع الحظر عن عمل الأفغانيات

السعودية تقود مستقبل الطيران في اليوم العالمي للطيران المدني
Next Story

السعودية تقود مستقبل الطيران في اليوم العالمي للطيران المدني

Latest from الثقافة

أذهب إلىالأعلى