نهائي ليبرتادوريس: بالميراس ضد فلامنغو – تحليل وتوقعات

قمة برازيلية مرتقبة على عرش أمريكا الجنوبية

تتجه أنظار عشاق كرة القدم في أمريكا الجنوبية والعالم نحو مواجهة كروية من العيار الثقيل، حيث يستعد فريق بالميراس، عملاق ساو باولو، لمواجهة غريمه التقليدي فلامنغو يوم السبت في نهائي كأس ليبرتادوريس لكرة القدم. هذا النهائي، الذي يجمع بين قطبين من أكبر الأندية في البرازيل، لا يمثل فقط صراعاً على اللقب الأغلى في القارة، بل يعكس أيضاً الهيمنة المطلقة للكرة البرازيلية على الساحة القارية في السنوات الأخيرة.

خلفية تاريخية وهيمنة برازيلية لافتة

تُعد بطولة كأس ليبرتادوريس، التي انطلقت عام 1960، بمثابة دوري أبطال أوروبا في أمريكا الجنوبية، حيث يتنافس فيها أقوى أندية القارة. على مر تاريخها، شهدت البطولة تنافساً شرساً بين أندية الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي. لكن العقد الأخير شهد تحولاً واضحاً في ميزان القوى، حيث أصبحت الأندية البرازيلية هي القوة المهيمنة. سيكون هذا النهائي هو الخامس بين فريقين برازيليين في آخر ست سنوات، وهي إحصائية مذهلة تؤكد التفوق الفني والمالي للأندية البرازيلية. فمنذ تتويج ريفر بلايت الأرجنتيني باللقب عام 2018، لم يتمكن أي فريق من خارج البرازيل من كسر هذه الهيمنة، حيث توّج بالميراس مرتين وفلامنغو مرتين خلال هذه الفترة.

بالميراس: بين تذبذب الأداء المحلي والصلابة القارية

يدخل بالميراس، الملقب بـ “الأخضر الكبير”، هذا النهائي وسط تساؤلات حول مستواه المحلي. الفريق يخوض المباراة بعد سلسلة من خمس مباريات بلا فوز في الدوري، مما أدى إلى خسارته الصدارة لصالح فلامنغو بالذات. ومع ذلك، يعتقد الكثير من المحللين أن هذا التواضع في النتائج المحلية قد يصب في صالح الفريق في النهائيات القارية. فالتاريخ يثبت أن بالميراس يجيد التعامل مع النهائيات الكبرى حتى عندما يعاني محلياً. ففي نهائي 2020، دخل الفريق المباراة بعد هزيمتين وتعادل، وفي نهائي 2021 الذي فاز به على فلامنغو، كان قد خاض آخر أربع مباريات بثلاث هزائم وتعادل. هذا الأمر لا يقلق لاعبي الفريق، حيث أكد المهاجم فيتور روكي مطلع الأسبوع: “إنها أهم مباراة في العام بالنسبة لنا، والتحضير مختلف والتركيز مختلف والانتباه مختلف”. وأضاف: “نعمل بجد، نفكر بالفعل في مباراة السبت بقدر كبير من التواضع وأقدامنا على الأرض”.

فلامنغو: طموح اللقب الرابع بدعم جماهيري أسطوري

في المقابل، يسعى فلامنغو، النادي الأكثر شعبية في البرازيل، إلى تحقيق لقبه الثالث في ليبرتادوريس خلال ست سنوات، والرابع في تاريخه ليعادل رقم غريمه بالميراس. الفريق الذي فاز على أتلتيكو باراناينسي في نهائي برازيلي خالص بعد عام من خسارته أمام بالميراس، يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة. وقد حظي الفريق بوداع جماهيري مذهل قبل سفره، حيث احتشد الآلاف من مشجعيه، بل وصل الأمر إلى اقتحام بعضهم حافلة الفريق. ورغم أن هذه المشاهد تعكس الشغف الكبير، إلا أنها أثارت بعض القلق، حيث اندلعت اشتباكات مع الشرطة. وعلق قلب الدفاع ليو بيريرا على الحادثة قائلاً: “تنجرف مع حرارة اللحظة ومشاعر الجماهير، لكن هذه ليست أفضل طريقة لتحفيزنا… قد يتعرض أحد للأذى”.

الأهمية والتأثير: ما وراء الكأس

لا تقتصر أهمية هذا النهائي على الفوز بالكأس فقط، بل تمتد لتشمل تداعيات محلية وإقليمية ودولية. فعلى الصعيد المحلي، الفوز يعني ترسيخ الزعامة والتفوق على الغريم التقليدي. أما إقليمياً، فهو تأكيد جديد على هيمنة الكرة البرازيلية. والأهم من ذلك، أن الفائز سيتأهل لتمثيل أمريكا الجنوبية في بطولة كأس العالم للأندية، مما يمنحه فرصة مواجهة أبطال القارات الأخرى، وعلى رأسهم بطل أوروبا، في محفل عالمي يتابعه الملايين. وسيعتمد فلامنغو على خبرة لاعبين مثل الدولي الإيطالي جورجينيو، الذي فاز بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي، بينما يبرز في صفوف بالميراس الأرجنتيني أندرياس بيريرا، الذي يسعى للثأر من خسارته للنهائي مع فلامنغو أمام فريقه الحالي في 2021.