زلازل متتالية تضرب محافظة يزد وسط إيران بقوة 5.1 درجة

ضربت ثلاث هزات أرضية متتالية قضاء بهاباد بمحافظة يزد الإيرانية، مما يسلط الضوء على النشاط الزلزالي المستمر في المنطقة. تعرف على التفاصيل والسياق الجيولوجي.
نوفمبر 28, 2025
7 mins read
زلازل متتالية تضرب محافظة يزد وسط إيران بقوة 5.1 درجة

شهدت محافظة يزد بوسط إيران، صباح اليوم الجمعة، سلسلة من الهزات الأرضية المتتالية التي أثارت حالة من القلق بين السكان، حيث ضربت ثلاث زلازل قضاء “بهاباد” في غضون دقائق. وبلغت قوة أشد هذه الزلازل 5.1 درجة على مقياس ريختر، مما استدعى تحرك فرق الطوارئ على الفور لتقييم الأضرار المحتملة.

وفقًا لمركز رصد الزلازل الإيراني، وقع الزلزال الأول بقوة 4.9 درجة في تمام الساعة 11:01 صباحًا بالتوقيت المحلي، وعلى عمق 15 كيلومترًا تحت سطح الأرض. وبعد ثلاث دقائق فقط، تبعه زلزال أقوى بلغت قوته 5.1 درجة على عمق 12 كيلومترًا، وهو ما زاد من حالة الهلع. كما تم تسجيل هزة ارتدادية ثالثة بقوة 3.2 درجة في المنطقة نفسها على عمق 8 كيلومترات. وعلى إثر هذه الهزات، أعلنت السلطات المحلية إرسال فرق من الهلال الأحمر الإيراني إلى القرى والمناطق القريبة من مركز الزلزال لتقييم الوضع وتقديم المساعدة اللازمة.

إيران على خط الصدوع الزلزالية

يأتي هذا النشاط الزلزالي كتذكير دائم بموقع إيران الجغرافي الحساس، حيث تقع البلاد فوق عدة صفائح تكتونية رئيسية، أبرزها الصفيحة العربية التي تتحرك شمالًا وتصطدم بالصفيحة الأوراسية. هذا التصادم المستمر يجعل إيران واحدة من أكثر دول العالم نشاطًا من الناحية الزلزالية، حيث تتقاطع أراضيها شبكة معقدة من الصدوع النشطة التي تسبب آلاف الهزات الأرضية سنويًا، معظمها خفيفة لا يشعر بها السكان.

تاريخ من الزلازل المدمرة

يحمل التاريخ الإيراني سجلًا مؤلمًا من الزلازل المدمرة التي خلفت خسائر بشرية ومادية فادحة. ولعل أبرزها زلزال “بم” عام 2003 الذي بلغت قوته 6.6 درجة وأودى بحياة أكثر من 26 ألف شخص، ودمر المدينة التاريخية بشكل شبه كامل. كما لا ينسى الإيرانيون زلزال “منجيل رودبار” عام 1990 بقوة 7.4 درجة، والذي يعتبر من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد، حيث تسبب في مقتل حوالي 40 ألف شخص. هذه الأحداث المأساوية دفعت السلطات إلى محاولة تحسين معايير البناء وتطوير خطط الاستجابة للطوارئ، إلا أن المناطق الريفية والنائية لا تزال تواجه تحديات كبيرة في هذا الصدد.

الأهمية والتأثير المتوقع

على الرغم من أن قوة الزلازل التي ضربت “بهاباد” تعتبر متوسطة، إلا أنها تكتسب أهميتها من كونها تقع في منطقة مأهولة بالسكان، مما يثير مخاوف من تأثيرها على المباني القديمة والبنية التحتية الأقل مقاومة. إن وقوع سلسلة من الهزات في فترة زمنية قصيرة (حشد زلزالي) يزيد من القلق لدى الخبراء والسكان من احتمالية وقوع هزة أكبر. على الصعيد المحلي، يمثل هذا الحدث اختبارًا لسرعة استجابة فرق الطوارئ والإنقاذ الإيرانية. أما إقليميًا ودوليًا، فإنه يسلط الضوء مجددًا على ضرورة التعاون في مجال دراسات الزلازل وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتقديم الدعم التقني للدول الواقعة على “حزام النار” لتعزيز قدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

كونسيساو يؤجل حسم قائمة الاتحاد لمواجهة الشباب بكأس الملك
Previous Story

كونسيساو يؤجل حسم قائمة الاتحاد لمواجهة الشباب بكأس الملك

مسح بيئي ضخم يكشف 339 بؤرة تلوث صناعي في السعودية
Next Story

مسح بيئي ضخم يكشف 339 بؤرة تلوث صناعي في السعودية

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى