الصين تطلق القمر الصناعي شييان-22 لاختبار تكنولوجيا الاتصالات

الصين تطلق القمر الصناعي شييان-22 لاختبار تكنولوجيا الاتصالات

ديسمبر 9, 2025
7 mins read
الصين تنجح في إطلاق القمر الصناعي شييان-22 عبر صاروخ لونغ مارش-3 بي لاختبار تقنيات الاتصالات والبث. تعرف على تفاصيل المهمة وأهمية البرنامج الفضائي الصيني.

في خطوة جديدة تعكس تسارع وتيرة التقدم التكنولوجي والفضائي لبكين، أطلقت الصين بنجاح قمرًا صناعيًا جديدًا مخصصًا لاختبارات تكنولوجيا الاتصالات، وذلك من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية الواقع في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي البلاد. وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من المهام الناجحة التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الفضائية للصين.

تفاصيل عملية الإطلاق والمهمة

انطلق القمر الصناعي الذي يحمل اسم “شييان – 22” في تمام الساعة 11:08 مساءً بتوقيت بكين، محمولًا على متن الصاروخ الحامل من طراز “لونغ مارش – 3 بي” (Long March-3B). وقد أكدت المصادر الرسمية أن القمر الصناعي قد دخل مداره المخطط له بدقة وفي الموعد المحدد، مما يشير إلى نجاح مرحلة الإطلاق والانفصال.

ومن المقرر أن يلعب القمر الصناعي “شييان – 22” دورًا محوريًا في تطوير قطاع الاتصالات، حيث سيدعم بشكل أساسي خدمات تشمل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ونقل البيانات، والبث الإذاعي والتلفزيوني. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام القمر لإجراء سلسلة من الاختبارات والتحققات الفنية ذات الصلة بتقنيات الفضاء الجديدة، وهو ما يفسر تسميته بـ “شييان” التي تعني “تجربة” باللغة الصينية، حيث تخصص هذه السلسلة عادة لاختبار التقنيات الحديثة قبل تعميمها.

صاروخ “لونغ مارش” العمود الفقري للبرنامج الفضائي

تعتبر هذه المهمة رقم 615 ضمن سلسلة صواريخ “لونغ مارش” (المسيرة الكبرى) الحاملة الصينية، وهي عائلة الصواريخ التي تشكل العمود الفقري لبرنامج الفضاء الصيني. يُعرف طراز “لونغ مارش – 3 بي” تحديدًا بقدرته العالية وموثوقيته في نقل الأقمار الصناعية إلى المدارات الجغرافية الثابتة، وقد اعتمدت عليه الصين لعقود في إطلاق أقمار الملاحة “بيدو” وأقمار الاتصالات التجارية.

السياق الاستراتيجي والتنافس الدولي

يأتي هذا الإطلاق في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا نحو الفضاء، حيث تسعى الدول الكبرى لتعزيز سيادتها الرقمية والفضائية. وتولي الصين أهمية قصوى لتطوير شبكة أقمار صناعية مستقلة ومتطورة لضمان أمن البيانات وتوفير خدمات اتصالات فائقة السرعة تغطي مناطق جغرافية واسعة، بما في ذلك المناطق النائية والمحيطات.

إن الاستثمار المستمر في تكنولوجيا الأقمار الصناعية لا يخدم الأغراض المدنية والتجارية فحسب، بل يعزز أيضًا من القدرات الاستراتيجية للدولة في مجالات المراقبة البيئية، والتنبؤ بالكوارث، والبحث العلمي. ويؤكد الخبراء أن تواتر عمليات الإطلاق الصينية يعكس نضجًا كبيرًا في الصناعة الفضائية المحلية، وقدرة متزايدة على تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية بمكونات محلية الصنع، مما يقلل الاعتماد على التقنيات الأجنبية ويعزز مكانة الصين كقوة فضائية عظمى.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

أذهب إلىالأعلى