في مفاجأة من العيار الثقيل هزت أوساط الدوري الإسباني، تعرض نادي ريال مدريد لخسارة قاسية ومثيرة أمام مضيفه سيلتا فيجو بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين على أرضية ملعب بالايدوس ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الليجا. هذه المباراة لم تكن مجرد خسارة للنقاط الثلاث بالنسبة للفريق الملكي، بل كانت ليلة درامية بامتياز شهدت انهياراً في الانضباط التكتيكي والعددي لكتيبة الميرينجي.
تألق سيفيدبيرج وحسم النتيجة
يدين فريق سيلتا فيجو بهذا الانتصار الثمين لنجمه المتألق فيليوت سيفيدبيرج، الذي نصب نفسه بطلاً للمواجهة بتسجيله ثنائية اللقاء. جاء الهدف الأول في الدقيقة 53، ليضع الضغط مبكراً على الضيوف مع بداية الشوط الثاني، قبل أن يطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة 90+3 مستغلاً المساحات الشاسعة في دفاعات مدريد المتهالكة، ليؤكد أحقية فريقه في حصد النقاط الثلاث أمام حامل اللقب.
كابوس البطاقات الحمراء والنقص العددي
لم تقتصر معاناة ريال مدريد على استقبال الأهداف فحسب، بل عاش الفريق سيناريو كارثي على مستوى الانضباط. فقد اضطر الفريق لإكمال المباراة بنقص عددي مؤثر بعد طرد اللاعب فران جارسيا في الدقيقة 64، وهو ما عقد مأمورية العودة في النتيجة. وتفاقمت الأزمة في اللحظات الأخيرة من المباراة وتحديداً في الدقيقة 90+2، حين أشهر الحكم البطاقة الحمراء الثانية في وجه اللاعب ألفارو كاريرس، لينهي ريال مدريد اللقاء بتسعة لاعبين فقط، مما سهل مهمة أصحاب الأرض في تأمين الفوز.
تأثير النتيجة على صراع الليجا
لهذه الهزيمة تداعيات كبيرة على جدول ترتيب الدوري الإسباني وصراع اللقب المشتعل. بتجمد رصيد ريال مدريد عند 36 نقطة، اتسع الفارق مع الغريم التقليدي برشلونة المتصدر إلى 4 نقاط، مما يمنح النادي الكتالوني أريحية أكبر في الصدارة ويضع ضغوطاً هائلة على النادي الملكي في الجولات القادمة لتدارك الموقف وتجنب نزيف المزيد من النقاط.
سيلتا فيجو والقفزة المعنوية
على الجانب الآخر، يمثل هذا الفوز دفعة معنوية هائلة لفريق سيلتا فيجو، الذي لم يكتفِ بالفوز على أحد عمالقة أوروبا، بل نجح في تحسين موقعه في جدول الترتيب صاعداً إلى المركز العاشر برصيد 19 نقطة. هذا الانتصار يؤكد قوة سيلتا فيجو على ملعبه وقدرته على إحراج الكبار، ويعيد الثقة للجماهير واللاعبين في قدرتهم على المنافسة على مراكز متقدمة هذا الموسم.
تطرح هذه المباراة تساؤلات عديدة حول جاهزية دكة بدلاء ريال مدريد وقدرة الفريق على التعامل مع الضغوطات في المباريات الخارجية المعقدة، خاصة في ظل الغيابات أو حالات الطرد التي قد تعصف بخطط المدرب في أي لحظة.