أسفرت قرعة كأس العالم 2026، التي أُجريت مؤخراً، عن وقوع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) في مواجهة قوية ضمن مجموعة المنتخب السعودي، وذلك في البطولة المقرر إقامتها بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك، انطلاقاً من 11 يونيو المقبل. هذا الحدث يضع “الصقور الخضر” في مواجهة مدرسة كروية أفريقية متطورة أثبتت جدارتها في السنوات الأخيرة.
تاريخ القروش الزرقاء.. صعود صاروخي
لفهم طبيعة المنافس، يجب النظر إلى الخلفية التاريخية لمنتخب الرأس الأخضر، الملقب بـ “القروش الزرقاء”. تمثل هذه الدولة أرخبيلاً صغيراً في المحيط الأطلسي، ورغم قلة عدد السكان، إلا أنها أصبحت رقماً صعباً في كرة القدم الأفريقية. بدأ التوهج الحقيقي للرأس الأخضر في عام 2013 عندما تأهلوا لأول مرة لكأس الأمم الأفريقية ووصلوا لربع النهائي، مما عكس تطوراً هائلاً في البنية التحتية الرياضية واستقطاب المواهب من أصول رأس أخضرية في أوروبا.
رحلة التأهل والإطاحة بالكبار
وفقاً للمعطيات الحالية، نجح منتخب الرأس الأخضر في حجز مقعده في مونديال 2026 بعد مسيرة حافلة، تُوجت بفوز حاسم على منتخب إسواتيني بثلاثية نظيفة في أكتوبر الماضي. ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، حيث حقق الفريق مفاجأة من العيار الثقيل بالإطاحة بمنتخب الكاميرون العريق، بعد التغلب عليه بهدف نظيف في دور المجموعات، مما دفع الأسود غير المروضة إلى الملحق والخسارة أمام الكونغو، ليكون هذا التأهل تاريخياً كأول مشاركة للقروش الزرقاء في المحفل العالمي.
بوبيستا.. مهندس الإنجاز التاريخي
يقف خلف هذا الإنجاز المدرب الوطني بيدرو ليتاو بريتو، المعروف بـ “بوبيستا”. تولى بوبيستا المهمة في عام 2020، وهو ليس غريباً على المنتخب، حيث كان قائداً سابقاً للفريق، مما منحه قرباً نفسياً وفنياً من اللاعبين. يُحسب للمدرب نجاحه في قيادة المنتخب لنهائيات أمم أفريقيا مرتين متتاليتين، قبل أن يحقق الحلم الأكبر بالوصول إلى كأس العالم 2026، مرسخاً مكانته كنموذج للمدرب المحلي الناجح في القارة السمراء.
الأسلوب التكتيكي وأبرز النجوم
فنياً، يعتمد بوبيستا غالباً على خطة 4-2-3-1، التي تتحول بمرونة حسب مجريات اللعب. يتميز أسلوب الرأس الأخضر بالانضباط التكتيكي العالي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة واستغلال سرعات الأجنحة. يُركز المدرب بشكل كبير على العرضيات المتقنة من الظهيرين، مدعومة بصلابة دفاعية يقودها الثنائي روبرتو بيكو وديني بورخيس.
وعلى صعيد الأسماء، يبرز الحارس والقائد “فوزينيا” كصمام أمان للفريق، بفضل خبرته الطويلة ودوره القيادي داخل وخارج الملعب. وفي الخط الأمامي، يعول الجمهور على المهاجم دايلون ليفراميتو، المعار حالياً لنادي كازا بيا البرتغالي، والذي كان له الفضل الأكبر في مباراة الحسم أمام إسواتيني، مما يجعله أحد الأوراق الرابحة التي يجب على الدفاع السعودي الحذر منها.
