تتجه أنظار عشاق كرة القدم الألمانية نهاية هذا الأسبوع إلى جولة جديدة من الإثارة في “البوندسليغا”، حيث يسعى بايرن ميونخ، حامل اللقب، إلى مواصلة حملته للدفاع عن هيمنته التاريخية عندما يحل ضيفاً على خصمه، بينما يستضيف باير ليفركوزن، الحصان الأسود للموسم، غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند في قمة نارية قد ترسم ملامح المنافسة على اللقب.
بايرن ميونخ.. مهمة استعادة الصدارة
يدخل العملاق البافاري، بايرن ميونخ، مباراته بهدف واحد وهو تحقيق الفوز لمواصلة الضغط على متصدر الترتيب. بعد عقود من السيطرة شبه المطلقة على الكرة الألمانية، يجد بايرن نفسه هذا الموسم في منافسة شرسة وغير متوقعة، مما يضع ضغطاً إضافياً على كتيبة المدرب توماس توخيل لتقديم أداء لا تشوبه شائبة في كل مباراة. يعتمد الفريق على القوة الهجومية الضاربة التي يقودها المهاجم الإنجليزي هاري كين، الذي أثبت منذ قدومه أنه صفقة تاريخية بكل المقاييس، محطماً الأرقام القياسية في التهديف. وإلى جانبه، يشكل كل من ليروي ساني، جمال موسيالا، والفرنسي كينغسلي كومان خطورة دائمة على دفاعات الخصوم، مدعومين بخبرة القائد توماس مولر.
تاريخياً، لطالما كان بايرن ميونخ المرشح الأبرز للفوز باللقب، وأي تعثر له يُعتبر حدثاً استثنائياً. الفوز في هذه الجولة لا يعني مجرد ثلاث نقاط، بل هو رسالة قوية للمنافسين بأن البافاري لن يتنازل عن عرشه بسهولة، وأن خبرته في حسم سباقات اللقب الطويلة قد تكون العامل الحاسم في نهاية المطاف.
ليفركوزن ودورتموند.. صراع على هوية المنافس الأول
في قمة مباريات المرحلة، يستقبل ملعب “باي أرينا” مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين باير ليفركوزن ومدربه الإسباني تشابي ألونسو، وبوروسيا دورتموند. يعيش ليفركوزن موسماً استثنائياً، حيث يقدم الفريق تحت قيادة ألونسو كرة قدم حديثة وممتعة، جعلته يتصدر الترتيب ويحافظ على سجله خالياً من الهزائم لفترة طويلة، في إنجاز لفت أنظار أوروبا بأكملها. لقد نجح ألونسو في بناء فريق متكامل يجمع بين الشباب والخبرة، معتمداً على لاعبين مثل فلوريان فيرتس الذي يُعتبر العقل المدبر للفريق، وصلابة السويسري غرانيت تشاكا في الوسط، والسرعة الخارقة للظهيرين جيريمي فريمبونغ وأليخاندرو غريمالدو.
على الجانب الآخر، يدخل بوروسيا دورتموند المباراة وهو يعي تماماً أن التفريط في النقاط قد يعني خروجه مبكراً من سباق اللقب. لطالما كان دورتموند المنافس التقليدي لبايرن ميونخ في العقد الأخير، لكن تألق ليفركوزن هذا الموسم وضعه في موقف حرج. يسعى فريق المدرب إيدين تيرزيتش لإثبات أنه لا يزال القوة الثانية في ألمانيا، معتمداً على لاعبين مثل القائد ماركو رويس وجوليان براندت. تُعتبر هذه المباراة اختباراً حقيقياً لقدرة ليفركوزن على تحمل الضغوط في المواجهات الكبرى، وفرصة لدورتموند لاستعادة توازنه وتأكيد مكانته في قمة الكرة الألمانية.
