شهد مطار واشنطن دالس الدولي حادثة جوية مثيرة للقلق يوم السبت، حيث اضطرت طائرة من طراز "بوينغ 777-200 إي آر" للعودة أدراجها والهبوط اضطرارياً بعد وقت قصير من إقلاعها متجهة إلى العاصمة اليابانية طوكيو. وجاء هذا القرار الحاسم من طاقم الطائرة نتيجة عطل فني مفاجئ في أحد المحركات، مما تسبب في اندلاع حريق امتد إلى الأعشاب المحيطة بأطراف المدرج.
تفاصيل الرحلة 803 والعودة الآمنة
أكدت شركة الطيران المشغلة أن الرحلة رقم 803، التي كانت تقل على متنها 275 راكباً بالإضافة إلى طاقم مكون من 15 فرداً، واجهت مشكلة انقطاع الطاقة في أحد محركاتها أثناء مرحلة الصعود الأولية. وبفضل التعامل الاحترافي للطاقم مع الموقف، تمكنت الطائرة من العودة والهبوط بسلام في مطار واشنطن دالس حوالي الساعة 1:30 ظهراً بالتوقيت المحلي، دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو الطاقم، حيث تم تخصيص طائرة بديلة لنقل المسافرين إلى وجهتهم الأصلية في مطار طوكيو هانيدا.
إجراءات السلامة ومناورة تفريغ الوقود
وفقاً لموقع "إيرلايف" المتخصص في أخبار الطيران، رصد شهود عيان وبيانات الملاحة الجوية الطائرة وهي تقوم بمناورة جوية تهدف إلى "تفريغ الوقود" قبل الهبوط. يُعد هذا الإجراء بروتوكولاً أمنياً بالغ الأهمية في عالم الطيران، حيث تقلع الطائرات بوزن ثقيل جداً (الوزن الأقصى للإقلاع) يتجاوز بكثير الوزن المسموح به للهبوط (الوزن الأقصى للهبوط). ولتجنب الضغط الهائل على هيكل الطائرة ومعدات الهبوط، أو خطر اشتعال الوقود عند الملامسة القوية للأرض، يقوم الطيارون بتصريف كميات من الوقود في الجو لتخفيف الوزن وضمان هبوط آمن.
السيطرة على الحريق وتأثيره على المطار
أفادت المتحدثة باسم مطار واشنطن دالس، الذي يُصنف كأكبر مطار في منطقة العاصمة الأمريكية، بأن العطل في المحرك تسبب في تطاير شرارات أو حطام ساخن أدى إلى إشعال النيران في بعض الأشجار والأعشاب القريبة من المدرج. وقد استجابت فرق الإطفاء في المطار بسرعة فائقة، حيث تم إخماد الحريق وفحص الطائرة فور هبوطها. ورغم إغلاق المدرج المتضرر لفترة محدودة لضمان سلامة العمليات، أكدت إدارة المطار أن حركة الطيران العامة لم تتأثر بشكل كبير نظراً لتوفر مدارج متعددة قادرة على استيعاب الحركة الجوية الكثيفة.
التحقيقات الرسمية وسجل الطائرة
دخلت الهيئات التنظيمية الأمريكية على خط الحادثة فور وقوعها، حيث أعلنت هيئة الطيران الفيدرالية (FAA) عن بدء تحقيق شامل لمعرفة ملابسات "عطل المحرك". وبالتوازي، بدأ المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) في جمع البيانات الأولية لتقييم ما إذا كان الحادث يستدعي فتح تحقيق رسمي موسع. وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة المعنية، المزودة بمحركين من إنتاج شركة "جنرال إلكتريك" (GE Aerospace)، قد دخلت الخدمة منذ نوفمبر 1998، مما يضعها ضمن الطائرات ذات الخدمة الطويلة، وهو ما قد يوجه أنظار المحققين نحو سجلات الصيانة الدورية.
سياق قطاع الطيران العالمي
تأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي تدقيقاً متزايداً بشأن معايير السلامة والصيانة، خاصة فيما يتعلق بطائرات بوينغ. ورغم أن طراز 777 يعتبر من أكثر الطائرات أماناً وموثوقية في التاريخ الحديث للطيران، إلا أن أي حادث يتعلق بالمحركات أو السلامة الهيكلية يتم التعامل معه بجدية قصوى لضمان استمرار ثقة المسافرين وتفادي أي تكرار لمثل هذه الأعطال التقنية في المستقبل.
