في ليلة كروية مثيرة على ملعب “باي أرينا”، واصل باير ليفركوزن بقيادة مدربه تشابي ألونسو موسمه الاستثنائي، وخطف بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ألمانيا لكرة القدم، بعد فوزه الدراماتيكي على ضيفه شتوتغارت بنتيجة 3-2، في مباراة حبست الأنفاس حتى دقائقها الأخيرة.
خلفية المواجهة وأهمية كأس ألمانيا
تعتبر مسابقة كأس ألمانيا (DFB-Pokal) ثاني أهم بطولة في كرة القدم الألمانية بعد الدوري (البوندسليغا)، وتشتهر بمفاجآتها وطابعها الإقصائي المثير. تاريخيًا، شهدت البطولة تتويج عمالقة مثل بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، لكنها تظل فرصة ثمينة لأندية أخرى لتحقيق مجد محلي كبير. دخل ليفركوزن المباراة وهو يعيش أفضل فتراته على الإطلاق، متصدرًا ترتيب الدوري دون أي هزيمة، بينما يقدم شتوتغارت أيضًا موسمًا مميزًا جعله أحد أبرز المنافسين في ألمانيا، مما حوّل المواجهة إلى قمة حقيقية في ربع نهائي الكأس.
تفاصيل المباراة المثيرة وسيناريو متقلب
لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق لأصحاب الأرض. فاجأ شتوتغارت الجميع بتقدمه أولاً عبر مدافعه فالديمار أنتون في الدقيقة 11، مستغلاً ركلة ركنية. ورغم سيطرة ليفركوزن على الكرة، استمر صمود دفاع شتوتغارت حتى بداية الشوط الثاني، حين تمكن روبرت أندريش من تسجيل هدف التعادل لليفركوزن بتسديدة قوية في الدقيقة 50. لكن شتوتغارت عاد ليصدم أصحاب الأرض مجددًا بهدف ثانٍ سجله كريس فيهريش في الدقيقة 58.
وكما فعلها مرارًا هذا الموسم، أظهر فريق ألونسو شخصيته القوية ورفضه الاستسلام. نجح اللاعب المغربي أمين عدلي في إعادة المباراة إلى نقطة الصفر بهدف التعادل في الدقيقة 66. وبينما كانت المباراة تتجه نحو الأشواط الإضافية، ارتقى المدافع الدولي الألماني جوناثان تاه في الدقيقة 90 ليحول كرة عرضية متقنة من فلوريان فيرتز برأسه إلى داخل الشباك، مطلقًا العنان لاحتفالات صاخبة في الملعب ومؤكدًا عبور فريقه إلى المربع الذهبي.
التأثير المتوقع وأهمية الفوز لليفركوزن
هذا الفوز لا يعني مجرد التأهل إلى نصف النهائي، بل يحمل دلالات أعمق. لقد عزز من الحالة المعنوية الهائلة لفريق ليفركوزن وأبقى على حلم تحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري، الكأس، والدوري الأوروبي) قائمًا. كما أثبت قدرة الفريق على العودة في النتيجة تحت الضغط وفي مواجهة خصم عنيد، وهي سمة الأبطال. على الصعيد المحلي، يضع هذا الانتصار ليفركوزن كمرشح أول لنيل لقب الكأس، خاصة بعد خروج بايرن ميونيخ المبكر، مما يفتح الباب أمامه لإنهاء هيمنة النادي البافاري على الألقاب المحلية في السنوات الأخيرة. دوليًا، يواصل هذا الأداء اللافت لليفركوزن جذب أنظار المتابعين حول العالم، مسلطًا الضوء على العمل التكتيكي الكبير للمدرب تشابي ألونسو الذي بات مطلوبًا من كبار أندية أوروبا.
