أصدرت الجهات المعنية في وزارة التعليم توجيهات صارمة وعاجلة إلى كافة المدارس، تقضي بحظر تحصيل أي رسوم مالية من الطلاب أو أولياء الأمور نظير إقامة الحفلات المدرسية، بما في ذلك حفلات التخرج والأنشطة الختامية. ويأتي هذا القرار في إطار سعي الوزارة لتنظيم البيئة المدرسية وضمان عدم تحول المناسبات التربوية إلى عبء مادي يثقل كاهل الأسر.
تفاصيل القرار وضوابط التنظيم
تضمن التوجيه الجديد عدة نقاط جوهرية تهدف إلى ضبط إيقاع الاحتفالات المدرسية، حيث شدد القرار على ضرورة أن تكون هذه الحفلات اختيارية تماماً للطلاب، ولا يجوز إجبار أي طالب على المشاركة فيها أو ربطها بأي درجات علمية. كما نصت التعليمات على منع إقامة هذه الحفلات في القاعات الخارجية أو الفنادق المكلفة، واقتصار إقامتها داخل أسوار المدرسة (في المسرح المدرسي أو القاعات الداخلية)، مع التأكيد على البساطة والبعد عن مظاهر البذخ والمبالغة التي انتشرت في الآونة الأخيرة.
الخلفية والسياق العام
يأتي هذا التحرك الرسمي استجابة لملاحظات وشكاوى متكررة من قبل أولياء الأمور خلال السنوات الماضية، حيث شهدت الحفلات المدرسية، وخاصة حفلات التخرج، توجهاً نحو المبالغة في التكاليف واستئجار قاعات فخمة، مما اضطر بعض المدارس لفرض رسوم مالية مرتفعة على الطلاب لتغطية هذه النفقات. وقد أدى هذا النمط الاستهلاكي إلى خلق ضغط اجتماعي ومادي على الأسر، وتسبب في حرج كبير للطلاب غير القادرين على الدفع، مما يتنافى مع الرسالة التربوية للمدرسة التي يجب أن تعزز قيم المساواة والاحتواء.
الأهداف والآثار المتوقعة
يهدف هذا القرار بشكل رئيسي إلى تخفيف الأعباء المالية عن كاهل أولياء الأمور، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تتطلب ترشيد الاستهلاك. ومن المتوقع أن يسهم هذا التنظيم في:
- تعزيز العدالة والمساواة: من خلال إزالة الفوارق الطبقية التي قد تظهرها الحفلات الباذخة، وضمان مشاركة جميع الطلاب فرحة التخرج والإنجاز دون عوائق مادية تمنعهم من ذلك.
- التركيز على الجوهر التربوي: إعادة توجيه البوصلة نحو الاحتفاء بالإنجاز العلمي والتربوي للطالب بدلاً من التركيز على المظاهر الشكلية والديكورات المكلفة التي لا تخدم العملية التعليمية.
- تعزيز دور المدرسة: تفعيل مرافق المدرسة واستخدامها بالشكل الأمثل، مما يعزز ارتباط الطالب ببيئته التعليمية حتى اللحظات الأخيرة من عامه الدراسي.
وتؤكد الوزارة على أن إدارات التعليم ستتولى متابعة تنفيذ هذه الضوابط بدقة عبر لجان إشرافية، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المدارس المخالفة التي تثبت مطالبتها بمبالغ مالية أو مخالفتها لمكان إقامة الحفل.


