في ظل الضغوط المتزايدة والتحديات التي تواجه فريق ليفربول في بداية حقبة ما بعد يورغن كلوب، أكد المدرب الهولندي الجديد أرنه سلوت يوم الخميس على عزمه الراسخ “للاستمرار في القتال” من أجل تصحيح مسار الفريق، مشدداً في الوقت ذاته على أنه يحظى بالدعم الكامل من إدارة النادي الإنجليزي العريق.
يأتي هذا التصريح في سياق فترة انتقالية حساسة يعيشها “الريدز”، حيث ورث سلوت تركة ثقيلة من سلفه الأسطوري يورغن كلوب، الذي قاد النادي على مدى تسع سنوات لتحقيق نجاحات تاريخية، أبرزها الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. وبالتالي، فإن أي تراجع في النتائج يُقابل بمزيد من التدقيق والتحليل من قبل الجماهير والنقاد على حد سواء، مما يضع المدرب الجديد تحت ضغط هائل لإثبات قدرته على مواصلة مسيرة النجاح.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد قبل المواجهة المرتقبة أمام وست هام يونايتد، اعترف سلوت بصعوبة الموقف الحالي قائلاً: “نتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى، وهذا صعب. لكن لهذا السبب أقول إنه يجب أن نستمر في القتال”. وتعكس كلماته إدراكاً لحجم التحدي ورغبة في بث الروح القتالية بين لاعبيه وجماهيره.
تأثير إقليمي ودولي
لا تقتصر أهمية هذه الفترة على الصعيد المحلي لنادي ليفربول فقط، بل تمتد لتشمل المشهد الكروي الأوروبي. فنجاح سلوت، الذي قادم من فينورد الهولندي بعد أن قاده للفوز بلقب الدوري، يُنظر إليه كاختبار لقدرة المدربين القادمين من مدارس كروية مختلفة على التأقلم مع قوة وتنافسية الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يُعتبر الأقوى عالمياً. إن قدرة ليفربول على تجاوز هذه الكبوة ستعزز من مكانته كنادٍ قادر على التجدد والمنافسة، بينما قد يثير أي تعثر طويل الأمد تساؤلات حول استراتيجية النادي في مرحلة ما بعد كلوب.
ورغم سلسلة من النتائج التي لم ترقَ لتطلعات الجماهير، والتي وضعت الفريق في مركز لا يليق بتاريخه في جدول ترتيب “بريميرليغ”، أكد المدرب الهولندي البالغ من العمر 47 عاماً أن علاقته وثقته بملكية النادي لم تتغير، قائلاً: “ما زلت أجري المحادثات ذاتها (مع مالكي النادي) منذ وصولي إلى هنا”.
وعلى صعيد الإصابات، من المتوقع أن يستعيد ليفربول خدمات حارسه البرازيلي الأساسي أليسون بيكر، الذي غاب عن بعض المباريات الأخيرة، مما سيمثل دفعة معنوية ودفاعية هامة للفريق. وأضاف سلوت، مدرب فينورد السابق: “نعتقد أننا قادرون على تقديم أداء أفضل بكثير مما نقدمه حالياً”، مؤكداً أنه لم يفقد ثقة ودعم لاعبيه في غرفة الملابس.
واختتم حديثه برسالة واضحة حول المسؤولية الجماعية، قائلاً: “في الموسم الماضي، عندما كنا نلعب بشكل جيد، كان الجميع يتحدث عن بعض الأفراد، وكنت دائماً أقول إنه يجب الحديث عن الفريق. الفريق هو من يجعل الأفراد يلمعون. والأمر نفسه عندما نلعب بشكل سيئ، يجب الحديث عن الفريق وليس عن الأفراد”.