تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، والجماهير العربية بشكل خاص، نحو النسخة القادمة من المونديال، حيث تشهد بطولة كأس العالم 2026، المقرر إقامتها بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، حدثاً استثنائياً وغير مسبوق في تاريخ الكرة العربية. فقد نجحت سبعة منتخبات عربية في حجز مقاعدها ضمن النسخة الموسعة التي ستضم لأول مرة 48 منتخباً، وهم: المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السعودية، قطر، والأردن.
حقبة جديدة بفضل النظام الموسع للمونديال
يأتي هذا الحضور العربي القياسي كثمرة مباشرة لقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بزيادة عدد المنتخبات المشاركة، مما منح قارتي أفريقيا وآسيا مقاعد إضافية، استغلتها المنتخبات العربية لتعزيز تواجدها. هذا التطور يعكس الطفرة الفنية والبنية التحتية التي شهدتها الرياضة في المنطقة العربية مؤخراً، مستلهمين الروح من الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 ووصوله للمربع الذهبي، بالإضافة إلى الفوز التاريخي للسعودية على الأرجنتين في النسخة ذاتها.
قرعة واشنطن تضع العرب في اختبارات صعبة
أسفرت القرعة التي أقيمت في العاصمة الأمريكية واشنطن عن توزيع المنتخبات العربية في مجموعات متباينة، وضعتهم وجهاً لوجه أمام عمالقة الكرة العالمية منذ الدور الأول. ولعل أبرز ما ميز القرعة هو وقوع الجزائر والأردن في المجموعة العاشرة، ليضربا موعداً مع ديربي عربي خالص.
أبرز المواجهات المرتقبة: صدام العمالقة
ينتظر الجمهور العربي سلسلة من المباريات التي لا تقبل القسمة على اثنين من حيث الإثارة والندية:
- المغرب ضد البرازيل (المجموعة الثالثة): يدخل "أسود الأطلس" هذه المباراة ليس فقط كمشارك، بل كرابع العالم في النسخة السابقة، لمواجهة "السيليساو" الأكثر تتويجاً باللقب. مباراة تعد بالكثير من الفنيات والندية.
- السعودية ضد إسبانيا (المجموعة الثامنة): يستهل "الأخضر" مشواره بلقاء ناري أمام "الماتادور" الإسباني. وتأمل الجماهير السعودية في تكرار سيناريو لوسيل 2022، مقدمين أداءً يليق بتطور الدوري السعودي عالمياً.
- الجزائر ضد الأرجنتين (المجموعة العاشرة): يعود "محاربو الصحراء" للواجهة بمباراة من العيار الثقيل أمام حامل اللقب، في اختبار حقيقي لصلابة الدفاع الجزائري أمام الهجوم الأرجنتيني الكاسح.
- مصر ضد بلجيكا (المجموعة السابعة): يقود محمد صلاح ورفاقه "الفراعنة" في مواجهة تكتيكية معقدة ضد المنتخب البلجيكي المدجج بالنجوم، وهي مباراة مفصلية لتحديد حظوظ مصر في العبور.
- تونس ضد هولندا (المجموعة السادسة): يواجه "نسور قرطاج" الطواحين الهولندية في مباراة تتطلب انضباطاً تكتيكياً عالياً لإيقاف القوة الهجومية البرتقالية.
مواجهات حاسمة وديربي عربي منتظر
بعيداً عن مواجهة الكبار، تحمل البطولة مواجهات مصيرية أخرى:
- الجزائر والأردن: الديربي العربي الوحيد في المجموعات، وهي مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات وتضمن للأدوار الإقصائية تواجداً عربياً محتملاً من هذه المجموعة.
- مصر وإيران: قمة كروية تجمع بين مدرسة شمال أفريقيا والقوة الآسيوية، وغالباً ما تتسم هذه اللقاءات بالندية البدنية العالية.
- قطر وكندا: يواجه "العنابي" أحد مستضيفي البطولة، مما يزيد من صعوبة المهمة أمام جماهير الخصم، في سعي قطري لمحو آثار مشاركة 2022.
- المغرب واسكتلندا & السعودية وأوروغواي: مباريات مفتاحية قد تكون هي المحددة لبطاقة التأهل الثانية في حال تعثر الكبار.
إن مشاركة 7 منتخبات عربية في مونديال 2026 ليست مجرد رقم، بل هي فرصة ذهبية لتأكيد أن الكرة العربية باتت رقماً صعباً في المعادلة الدولية، وقادرة على مقارعة الكبار في عقر دارهم.
