ليلة عربية استثنائية في “بيت العرب”
شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاقة مبهرة لبطولة كأس العرب، حيث احتضن “استاد البيت” المونديالي حفل افتتاح وصفه المتابعون بالأسطوري، معبراً عن أصالة الثقافة العربية وكرم الضيافة القطري. الحفل الذي حضره أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لم يكن مجرد بداية لبطولة كروية، بل كان رسالة محبة وسلام جمعت العرب من المحيط إلى الخليج في بانوراما فنية خالدة.
أهمية الحدث: بروفة مثالية لكأس العالم
تكتسب هذه النسخة من كأس العرب أهمية تاريخية واستراتيجية بالغة، كونها المرة الأولى التي تقام فيها البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وتعتبر هذه البطولة الاختبار الحقيقي والأخير لجاهزية قطر لاستضافة كأس العالم 2022، حيث يتم اختبار الملاعب المونديالية، والعمليات التشغيلية، والبنية التحتية، مما يجعل أنظار العالم بأسره تتجه صوب الدوحة لمتابعة هذا الحدث الفريد.
المنافسات الكروية: شغف وإثارة منذ اللحظة الأولى
على الصعيد الفني، أوفت البطولة بوعودها منذ اليوم الأول، حيث شهدت المباريات تنافساً محموماً ومفاجآت من العيار الثقيل، مما يؤكد أن الطريق نحو اللقب لن يكون مفروشاً بالورود. وقد أظهرت المنتخبات العربية، بما فيها منتخبات بلاد الشام والمغرب العربي، مستويات فنية متطورة تعكس تطور الكرة العربية. كما برز المنتخب السعودي والمنتخبات الخليجية بروح قتالية عالية، مما يبشر بجولات قادمة مليئة بالندية والإثارة، وسط حضور جماهيري لافت يتوقع أن يتضاعف مع تقدم أدوار البطولة.
تغطية إعلامية شاملة واحترافية
إعلامياً، حظيت البطولة باهتمام غير مسبوق، حيث تواجدت كبرى القنوات الرياضية مثل قنوات “الكأس” و”أبوظبي الرياضية” في قلب الحدث، مقدمة تغطية تحليلية وميدانية مميزة. ولم يقتصر الإبداع على الشاشات، بل امتد للصحافة المقروءة والرقمية، حيث برزت جهود الزملاء في “الميدان الرياضي” بقيادة الإعلامي القدير عيسى الجوكم، الذين قدموا نموذجاً يحتذى به في المتابعة الدقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واضعين القارئ في قلب الحدث أولاً بأول.
جنود الخفاء: لمسة وفاء للمنظمين
لا يمكن الحديث عن نجاح البطولة دون الإشادة بالجهود الجبارة للجنة المنظمة واللجنة العليا للمشاريع والإرث. ويبرز هنا الدور الكبير للأستاذ محمد راشد الخنجي، مدير إدارة الإعلام المحلي، الذي كان شعلة من النشاط في تذليل العقبات أمام الإعلاميين، عاكساً الوجه المشرق للكوادر القطرية الشابة بخلقه الرفيع وإدارته المحنكة. كما لا ننسى الدور المحوري للإعلامي المخضرم علي الزين، الموسوعة الرياضية المتحركة، الذي سخر خبرته الطويلة لخدمة الزملاء الإعلاميين بتواضع جم وتفانٍ معهود.
ختاماً، تثبت قطر مرة أخرى أنها عاصمة الرياضة العالمية، بفضل التخطيط السليم والعمل الاحترافي الذي يؤكد جاهزيتها التامة لإبهار العالم في المونديال القادم.