انطلاق المنافسات وسط ترقب جماهيري كبير
تعود عجلة بطولة كأس العرب للدوران من جديد في ضيافة قطرية للمرة الثانية على التوالي، حاملة معها آمال وطموحات المنتخبات العربية في تحقيق مجد كروي إقليمي. تدخل الجزائر، حاملة اللقب، البطولة بهدف واضح وهو الحفاظ على الكأس التي فازت بها في نسخة 2021 التاريخية، والتي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأول مرة. في المقابل، تسعى منتخبات أخرى مثل الإمارات والعراق والأردن إلى استغلال البطولة كفرصة لإثبات الذات وتجاوز خيبات الأمل الأخيرة.
الجزائر والحرس القديم: استراتيجية الحفاظ على اللقب
يستهل منتخب “محاربي الصحراء” حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة السودان، معتمداً على تشكيلة مخضرمة استدعاها المدرب مجيد بوقرة. تضم القائمة أسماء لامعة مثل الهداف التاريخي إسلام سليماني، إلى جانب ياسين براهيمي ويوسف عطال، مما يعكس رغبة الجهاز الفني في الموازنة بين الخبرة والأسماء الواعدة كآدم وناس وأمير سعيود. الفوز بلقب 2021 بتشكيلة رديفة منح الكرة الجزائرية ثقة كبيرة في عمق خياراتها، لكن بوقرة يدرك أن المهمة لن تكون سهلة، مصرحاً: “الجميع يتربص بنا، عندما يواجهون الجزائر سيقدمون أضعاف مستواهم”. من جانبه، يدخل منتخب السودان “صقور الجديان” المباراة بمعنويات مرتفعة تحت قيادة المدرب الغاني كواسي أبياه، الذي سبق له أن أطاح بمنتخب الجزائر للمحليين، مما يضيف بعداً ثأرياً للمواجهة.
العراق والبحرين: طموحات متجددة في مجموعة الموت
في المجموعة ذاتها، يصطدم منتخب العراق، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (4 ألقاب)، بالمنتخب البحريني. يعيش “أسود الرافدين” حالة من النشوة بعد خطف بطاقة الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026، ويأمل المدرب غراهام أرنولد في استثمار هذه الروح الإيجابية. ورغم غياب بعض المحترفين، تعتمد التشكيلة على ركائز أساسية مثل الحارس والقائد جلال حسن والمهاجمين أيمن حسين ومهند علي. أما البحرين، وصيفة نسختي 1985 و2002، فتسعى لتعويض خروجها المبكر في النسخة الماضية وتقديم أداء يليق بتاريخها في البطولة.
الإمارات والأردن: بين تجاوز الإحباط واستعادة الذكريات
تخوض الإمارات البطولة بهدف رئيسي وهو تجاوز الإحباط الكبير بعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2026. تمثل البطولة فرصة حقيقية لمشروع تجنيس اللاعبين لإثبات نجاعته، حيث تضم القائمة عدداً من اللاعبين المجنسين الذين يُعوّل عليهم المدرب الروماني كوزمين أولاريو لإعادة بناء الثقة. وأكد المدافع لوكاس بيمنتا أن “كأس العرب مهمة للغاية وهي فرصة لنا لإعادة الثقة بأنفسنا”. على الجانب الآخر، يدخل منتخب الأردن “النشامى” المنافسات بمعنويات في السماء، مستعيداً ذكريات إنجازه التاريخي بالوصول إلى نهائي كأس آسيا 2023 على الملاعب القطرية ذاتها. ورغم غياب نجمه الأبرز موسى التعمري، يثق المدرب جمال السلامي في قدرة المجموعة الحالية على الذهاب بعيداً، معتمداً على لاعبين مثل يزن النعيمات وعلي علوان لتقديم بطولة قوية.