كأس العرب 2025: هل تقتنص منتخبات آسيا اللقب في قطر؟

تستضيف قطر كأس العرب 2025. فرصة ذهبية لمنتخبات آسيا للفوز باللقب مع مشاركة منتخبات أفريقيا بالصف الثاني. تحليل كامل للفرق المرشحة وتاريخ البطولة.
نوفمبر 29, 2025
10 mins read
كأس العرب 2025: هل تقتنص منتخبات آسيا اللقب في قطر؟

مقدمة: بطولة بنكهة خاصة

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية إلى قطر، التي تستعد لاستضافة النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب 2025، وهي مسابقة تكتسب أهمية متزايدة بعد أن أصبحت تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمرة الثانية على التوالي. تحمل هذه النسخة طابعاً فريداً، حيث تُمني منتخبات عرب آسيا النفس باقتناص فرصة تاريخية لتعزيز حظوظها في إحراز اللقب، مستفيدة من مشاركة القوى الكروية الأفريقية بمنتخبات رديفة نظراً لتضارب موعدها مع الاستعدادات لبطولة كأس الأمم الأفريقية.

خلفية تاريخية وأهمية متجددة

انطلقت بطولة كأس العرب لأول مرة في بيروت عام 1963 بفكرة من أمين عام الاتحاد اللبناني الراحل عزت الترك، وشهدت مشاركة 5 منتخبات في نسختها الأولى. على مر العقود، مرت البطولة بفترات من التوقف وعدم الانتظام، لكنها ظلت حلماً يراود الجماهير العربية. شكلت نسخة 2021 في قطر نقطة تحول كبرى في تاريخ البطولة، حيث أقيمت لأول مرة تحت إشراف الفيفا، واعتُبرت بروفة تشغيلية ناجحة لمونديال 2022. هذا الاعتراف الدولي منح البطولة زخماً وقيمة تسويقية وإعلامية غير مسبوقة، وجعلها منصة حقيقية للتنافس العربي على أعلى مستوى.

ديناميكية التنافس في نسخة 2025

تكمن أبرز ملامح هذه النسخة في تباين أولويات المنتخبات المشاركة. ففيما تنظر منتخبات آسيوية كبرى مثل قطر، المضيفة وبطلة آسيا لآخر نسختين، والسعودية، والأردن وصيف بطل آسيا، إلى البطولة كفرصة ثمينة للإعداد الجاد للمراحل النهائية من تصفيات كأس العالم 2026، فإن منتخبات شمال أفريقيا القوية مثل المغرب، والجزائر حاملة اللقب، وتونس، ومصر، ستخوض المنافسات بمنتخبات رديفة. يأتي هذا القرار بسبب تزامن البطولة مع التحاق نجومهم المحترفين في أوروبا بمنتخباتهم الأساسية استعداداً لكأس أمم أفريقيا التي ستنطلق في المغرب بعد أيام قليلة من نهائي كأس العرب.

المرشحون من آسيا: طموح مشروع

يضع هذا الواقع منتخبات آسيا في صدارة الترشيحات. فالمنتخب القطري “العنابي”، مدعوماً بعاملي الأرض والجمهور وخبرة ملاعب المونديال، يسعى لتحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه. أما المنتخب السعودي “الأخضر”، فيرى في البطولة فرصة لتأكيد قوته الإقليمية. وفي هذا السياق، يرى نجم الكرة السعودية السابق فؤاد أنور أن الفرصة متاحة أمام عرب آسيا، قائلاً: “مشاركة منتخبات شمال أفريقيا بالصف الثاني تجعل الآخرين يطمعون بتحقيق البطولة. بصراحة، لو شاركت المنتخبات الأفريقية بالصف الأول لن يكون هناك أمل على الإطلاق”. كما يدخل المنتخب الأردني “النشامى” البطولة بمعنويات مرتفعة جداً بعد إنجازه التاريخي في كأس آسيا الأخيرة.

قوة أفريقيا لا يمكن إغفالها

على الرغم من المشاركة بالصف الثاني، لا يمكن الاستهانة بالمنتخبات الأفريقية. فالمغرب، الذي يعيش طفرة كروية هائلة، سيدخل البطولة بقيادة المدرب طارق السكتيوي معتمداً على لاعبين مميزين أثبتوا جدارتهم. كما أن الجزائر، حاملة اللقب، تسعى للدفاع عن مكانتها بتشكيلة يصفها نجمها السابق صالح عصاد بأنها “مزيج بين الخبرة والقوة”. أما تونس، وصيفة النسخة الماضية، فقد تخالف التوقعات وتدفع بمعظم عناصرها الأساسية، حيث يرتبط مستقبل مدربها سامي الطرابلسي بتحقيق نتائج إيجابية. وتبقى مصر بتاريخها العريق قوة لا يستهان بها مهما كانت الأسماء المشاركة.

التأثير الإقليمي والدولي للبطولة

تتجاوز أهمية كأس العرب 2025 حدود الملعب. فعلى الصعيد المحلي، تعزز البطولة مكانة قطر كعاصمة للرياضة العالمية وتتيح لها الاستفادة مجدداً من بنيتها التحتية المونديالية. إقليمياً، تمثل البطولة ملتقى رياضياً وثقافياً يعزز الروابط بين الشعوب العربية. ودولياً، يؤكد تنظيمها الناجح تحت مظلة الفيفا على الأهمية المتنامية لكرة القدم في المنطقة العربية وقدرتها على تنظيم أحداث عالمية المستوى، مما يفتح الباب لمزيد من الاستثمارات والاهتمام العالمي بالكرة العربية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

أسس الحوار الزوجي الناجح: نصائح لتجنب التوتر الأسري
Previous Story

أسس الحوار الزوجي الناجح: نصائح لتجنب التوتر الأسري

ديربي لندن: أرسنال وتشيلسي في مواجهة حاسمة بالدوري الإنجليزي
Next Story

ديربي لندن: أرسنال وتشيلسي في مواجهة حاسمة بالدوري الإنجليزي

Latest from الرياضة

أذهب إلىالأعلى