تتجه أنظار عشاق كرة القدم في العالم العربي مجدداً نحو دولة قطر، التي تستعد لاستضافة النسخة القادمة من بطولة كأس العرب للمنتخبات في عام 2025. يأتي هذا الإعلان ليعزز مكانة البطولة التي شهدت زخماً كبيراً في نسختها الأخيرة عام 2021، والتي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كبروفة ناجحة لمونديال 2022.
السياق التاريخي وأهمية البطولة
لم تكن بطولة كأس العرب وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى عام 1963 حين أقيمت نسختها الأولى في لبنان. وعلى مر العقود، أقيمت البطولة بشكل متقطع، لكنها ظلت تحمل أهمية رمزية كبيرة كملتقى رياضي يجمع الأشقاء العرب. شكلت نسخة 2021 نقطة تحول تاريخية، حيث نُظمت لأول مرة بإشراف مباشر من الفيفا، مما منحها اعترافاً دولياً ورفع من مستوى التنافس والتنظيم. وقد تُوّج المنتخب الجزائري بلقب تلك النسخة بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره التونسي، في بطولة لا تزال أصداؤها الإيجابية تتردد حتى اليوم.
مشاركة واسعة وقوائم أساسية في نسخة 2025
تكتسب نسخة 2025 أهمية إضافية مع تأكيد 12 منتخباً مشاركتهم بالاعتماد على قوائمهم الأساسية والنجوم الدوليين، وهو ما يرفع من القيمة الفنية للبطولة ويعد بمنافسات قوية ومثيرة. على عكس بعض النسخ السابقة التي كانت تشهد مشاركة منتخبات أولمبية أو محلية، فإن هذا التوجه يعكس رغبة الاتحادات العربية في استغلال البطولة كمنصة إعداد مثالية للاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، مثل تصفيات كأس العالم 2026. المنتخبات التي ستشارك بقوامها الأساسي هي:
- السعودية
- قطر (البلد المضيف)
- الإمارات
- البحرين
- الكويت
- عمان
- العراق
- سوريا
- الأردن
- فلسطين
- جزر القمر
- السودان
التأثير المتوقع للبطولة
من المتوقع أن يكون لكأس العرب 2025 تأثير متعدد الأبعاد. على الصعيد الرياضي، ستوفر البطولة فرصة ثمينة للمنتخبات العربية للاحتكاك على أعلى مستوى، مما يساهم في تطوير اللاعبين والوقوف على جاهزية الفرق. أما على الصعيد الإقليمي، فتمثل البطولة حدثاً جامعاً يعزز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعوب العربية، ويخلق أجواءً حماسية تمتد من الخليج إلى المحيط. وبالنسبة لدولة قطر، فإن استضافة البطولة مجدداً هي تأكيد على نجاحها في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، واستثمار مثالي للمنشآت والبنية التحتية عالمية المستوى التي شيدتها لاستضافة كأس العالم 2022، مما يعزز مكانتها كعاصمة للرياضة في المنطقة.