في إنجاز طبي نوعي يبرز كفاءة الكوادر الصحية السعودية، سجلت مدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، قصة نجاح جديدة بإنقاذ حياة مواطنة تبلغ من العمر 96 عاماً. تمثل هذا الإنجاز في إجراء عملية دقيقة لاستبدال الصمام الأورطي باستخدام تقنية القسطرة القلبية المتطورة، متجاوزين بذلك مخاطر الجراحة التقليدية المفتوحة التي تشكل تهديداً كبيراً لحياة المرضى في مثل هذه المرحلة العمرية المتقدمة.
تفاصيل التدخل الطبي الدقيق
وصلت المريضة التسعينية إلى المدينة الطبية وهي تعاني من أعراض حادة ناتجة عن ضيق شديد في الصمام الأورطي، وهي حالة مرضية حرجة تؤدي عادةً إلى صعوبات في التنفس وآلام في الصدر، وقد تسبب الوفاة إذا لم تُعالج بسرعة. ونظراً لتقدم عمر المريضة وحساسية وضعها الصحي، قرر الفريق الطبي استبعاد خيار جراحة القلب المفتوح لما يحمله من مضاعفات خطيرة وطول فترة التعافي.
وبدلاً من ذلك، لجأ الفريق إلى تقنية استبدال الصمام عبر القسطرة (TAVI)، وهي تقنية حديثة تُجرى عبر شريان الفخذ دون الحاجة لشق الصدر. وقد تكللت العملية بالنجاح التام بفضل الله ثم بجهود الفريق الطبي المتخصص الذي ضم استشاريي قسطرة القلب الدكتور سعد الحساني، والدكتور عبدالله غباشي، والدكتور عبداللطيف عجيمي. وقد ساهم هذا التدخل غير الجراحي في استقرار حالة المريضة وتسريع عودتها لممارسة حياتها الطبيعية.
أهمية تقنية القسطرة القلبية لكبار السن
تُعد تقنية استبدال الصمام الأورطي بالقسطرة ثورة في عالم طب القلب التداخلي، حيث أصبحت الخيار الأمثل للمرضى الذين يعانون من مخاطر جراحية عالية، وخاصة كبار السن. تتيح هذه التقنية:
- تقليل مدة البقاء في المستشفى بشكل ملحوظ.
- تخفيف الآلام المصاحبة للعمليات الجراحية.
- تسريع فترة النقاهة والتعافي مقارنة بعمليات القلب المفتوح.
- تقليل احتمالية حدوث العدوى والمضاعفات الجراحية.
الريادة الطبية ومواكبة رؤية 2030
يعكس هذا النجاح التطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مكة المكرمة، التي تستقبل ملايين الزوار سنوياً مما يتطلب جاهزية طبية عالية المستوى. ويأتي هذا الإنجاز متسقاً مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية التخصصية ورفع جودة الرعاية الطبية.
وتعتبر مدينة الملك عبدالله الطبية مرجعاً تخصصياً رائداً في المنطقة، حيث يضم مركز القلب فيها أحدث التجهيزات العالمية وكوادر وطنية مؤهلة قادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيداً، مما يقلل الحاجة لإحالة المرضى إلى الخارج أو إلى مراكز بعيدة، ويوفر رعاية صحية متكاملة وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.
