أعلنت شركة المصانع الكبرى للتعدين (أماك)، إحدى الشركات الرائدة في قطاع التعدين السعودي، عن تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجلها الحافل، وذلك بحصولها على رخصة تعدين (استغلال) من وزارة الصناعة والثروة المعدنية لاستخراج خام الذهب من موقع “كتينة” الواعد في منطقة نجران. يمثل هذا التطور خطوة استراتيجية هامة تتماشى مع خطط الشركة التوسعية وطموحات المملكة الاقتصادية.
ووفقًا للبيان الرسمي الذي نشرته الشركة على منصة “تداول السعودية”، تمتد الرخصة الجديدة لمدة عشر سنوات وتغطي مساحة إجمالية تبلغ 9.84 كيلومتر مربع. وقد صدرت هذه الرخصة استنادًا إلى نظام الاستثمار التعديني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/140، والذي يهدف إلى تطوير القطاع وخلق بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة تساهم في استغلال الثروات المعدنية الهائلة للمملكة.
دفعة قوية لأهداف رؤية 2030
يأتي هذا الإعلان في سياق أوسع يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط. ويُعد قطاع التعدين الركيزة الثالثة للصناعة السعودية بعد النفط والبتروكيماويات، حيث تستهدف المملكة أن تصبح مركزًا عالميًا رائدًا للتعدين بفضل ما تمتلكه من ثروات معدنية ضخمة، خاصة في منطقة الدرع العربي الغنية بالمعادن النفيسة مثل الذهب والنحاس والزنك.
أهمية استراتيجية وتكامل تشغيلي
تكتسب هذه الرخصة أهمية استراتيجية خاصة لشركة “أماك”، حيث يتميز موقع منجم “كتينة” بكونه ملاصقًا لمنجم “قيان” المملوك للشركة أيضًا. هذا التجاور الجغرافي سيمكن الشركة من تحقيق تكامل تشغيلي كبير، مما يساهم في خفض التكاليف الرأسمالية والتشغيلية بشكل ملحوظ. فمن خلال استخدام البنية التحتية المشتركة، مثل مصنع المعالجة والمرافق اللوجستية، ستتمكن “أماك” من تعظيم كفاءة عملياتها ورفع القيمة المضافة لمشاريعها، الأمر الذي يعزز من استدامة عملياتها وربحيتها على المدى الطويل.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع
من المتوقع أن يكون للمشروع، الذي يُنتظر أن تبدأ عملياته التعدينية خلال الربع الأول من عام 2026، تأثيرات اقتصادية إيجابية ملموسة. على الصعيد المحلي، سيساهم المنجم الجديد في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء منطقة نجران، ودعم نمو الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة التي تقدم خدمات مساندة لقطاع التعدين. أما على المستوى الوطني، فإن بدء الإنتاج سيزيد من إنتاج المملكة من الذهب ويعزز من إيراداتها غير النفطية، ويدعم مكانتها كلاعب رئيسي في سوق المعادن العالمي، ويؤكد على نجاح جهود الحكومة في جذب الاستثمارات النوعية لهذا القطاع الحيوي.