وجه شابي ألونسو، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، رسالة شديدة اللهجة ومباشرة إلى لاعبيه، مطالباً إياهم بضرورة "قلب الصفحة" فوراً والتركيز الكامل على الاستحقاق الأوروبي القادم، وذلك عقب السقوط المدوي للفريق أمام سلتا فيغو بهدفين دون رد يوم الأحد في منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم.
ويعيش البيت الملكي حالة من التوتر الفني الملحوظ، حيث لم يتذوق الفريق طعم الانتصار سوى في مباراتين فقط من أصل آخر سبع مواجهات خاضها في كافة المسابقات، وهو معدل لا يليق بطموحات "الميرينغي" وجماهيره العريضة. وجاءت الخسارة الأخيرة في ملعب "بالايدوس" لتوسع الفارق مع الغريم التقليدي برشلونة المتصدر إلى أربع نقاط، مما يضع ضغوطاً هائلة على كتيبة ألونسو للتعويض وتدارك الموقف قبل فوات الأوان.
مواجهة مصيرية بنكهة الثأر الأوروبي
تكتسب دعوة ألونسو للنهوض أهمية مضاعفة كونها تسبق "أم المعارك" المرتقبة في دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي الإنجليزي. وتعتبر هذه المواجهة بمثابة "كلاسيكو أوروبي حديث"، حيث اعتادت الجماهير على إثارة لا تنتهي بين العملاقين في السنوات الأخيرة، إذ غالباً ما يحدد الفائز من هذه المواجهة هوية بطل المسابقة. ويدرك ألونسو أن التعثر المحلي يمكن غفرانه مؤقتاً إذا ما تم تعويضه بليلة سحرية في "سانتياغو برنابيو" تعيد الهيبة للفريق وتوجه رسالة شديدة اللهجة للمنافسين في القارة العجوز.
وفي تصريحات صحفية عقب مباراة سلتا فيغو، التي شهدت حالة من الانفلات العصبي تمثلت في طرد الثنائي فران غارسيا وألفارو كاريراس، قال ألونسو بوضوح يعكس حجم المسؤولية: "كلنا نشعر بالغضب، هذه ليست المباراة التي كنا نريدها، وليست النتيجة التي سعينا إليها".
وأضاف المدرب الباسكي محاولاً رفع الروح المعنوية: "علينا أن نحاول ونقلب الصفحة بأسرع وقت ممكن. إنها مجرد ثلاث نقاط ضاعت في الدوري، لكن أمامنا مباراة في دوري الأبطال أمام سيتي لنرد فيها اعتبارنا ونتخلص من هذا الشعور السيئ".
الضغط الإعلامي ومستقبل المدرب
لا يخفى على أحد أن كرسي تدريب ريال مدريد هو الأكثر سخونة في العالم. النتائج المتذبذبة مؤخراً فتحت باب التكهنات واسعاً في وسائل الإعلام الإسبانية حول مستقبل ألونسو مع النادي، خاصة وأنه جاء محملاً بتوقعات عالية بعد تجربته التاريخية والناجحة مع باير ليفركوزن الألماني. ومع ذلك، رفض ألونسو ربط مصيره بمباراة واحدة، رداً على سؤال حول ما إذا كان يلعب من أجل مستقبله أمام كتيبة بيب غوارديولا.
وأجاب ألونسو بثقة: "نحن نلعب من أجل ثلاث نقاط في دوري الأبطال، في مسابقة نحن في وضع جيد فيها، هذا ما نلعب من أجله". وختم حديثه بالتركيز على الأداء الفني والذهني الضروريين لمقارعة الكبار: "نريد أن نلعب بشكل جيد، ونقدم مباراة تليق باسم النادي، ونثبت للجميع أننا قادرون على اللعب بشكل أفضل بكثير مما فعلنا اليوم. نحن نعلم ذلك جيداً".
وتنتظر الجماهير المدريدية ردة فعل قوية، حيث أن التاريخ يثبت دائماً أن ريال مدريد يكون أكثر خطورة وشراسة عندما يكون جريحاً، خاصة في بطولته المفضلة التي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقابها.
