أظهر سهم شركة “المراعي”، عملاق صناعة الأغذية والمشروبات في الشرق الأوسط، استقراراً ملحوظاً في تداولات السوق المالية السعودية (تداول)، وذلك عقب الإعلان عن قبول مجلس إدارتها استقالة رئيسها التنفيذي. وبحلول منتصف تداولات يوم الأربعاء، استقر سعر السهم عند مستوى 43.8 ريال سعودي، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.20% مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 43.76 ريال.
أداء السهم وتفاصيل التداول
وفقاً للبيانات الصادرة عن “تداول السعودية”، شهد السهم تذبذباً محدوداً خلال الجلسة، حيث بلغ أعلى سعر له 44.08 ريال، في حين كان أدنى سعر عند 43.50 ريال. وبلغ حجم التداول على سهم “المراعي” حوالي 6.85 مليون ريال، نتج عن تداول 156.45 ألف سهم عبر تنفيذ 1253 صفقة، بمتوسط بلغ 125 سهماً لكل صفقة. يعكس هذا الأداء الهادئ ثقة المستثمرين في الأسس القوية للشركة وقدرتها على إدارة التغييرات القيادية بسلاسة.
خلفية القرار وأهميته
جاء هذا الاستقرار في أداء السهم بعد أن وافق مجلس إدارة “المراعي” يوم الثلاثاء على قبول استقالة الرئيس التنفيذي، السيد عبد الله بن ناصر البدر، التي تقدم بها لأسباب خاصة. واللافت في هذا الإعلان هو أن سريان الاستقالة سيبدأ اعتباراً من تاريخ 15 يناير 2026، مما يمنح الشركة فترة انتقالية طويلة تتجاوز العامين لضمان انتقال سلس للمسؤوليات وتعيين خلف مناسب. وقد أكدت الشركة في بيانها أنها ستعلن عن أي تطورات تتعلق بتعيين رئيس تنفيذي جديد في حينه.
“المراعي”: تاريخ من النمو والريادة
تأسست شركة المراعي في عام 1977، ونمت لتصبح أكبر شركة متكاملة رأسياً للألبان في العالم، وواحدة من أبرز شركات الأغذية والمشروبات في المنطقة. وبفضل استراتيجيتها القائمة على الجودة والابتكار، توسعت عملياتها لتشمل منتجات الألبان، والعصائر، والمخبوزات، والدواجن، وأغذية الأطفال، وتصل منتجاتها إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ومناطق أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعتبر “المراعي” لاعباً محورياً في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية، وتتماشى خططها التوسعية مع أهداف رؤية المملكة 2030.
التأثير المتوقع وثقة السوق
على الصعيدين المحلي والإقليمي، يُعد استقرار قيادة شركة بحجم “المراعي” أمراً حيوياً. إن الإعلان المبكر عن رحيل الرئيس التنفيذي والفترة الانتقالية الطويلة يعكسان حوكمة مؤسسية ناضجة، وهو ما طمأن السوق والمستثمرين. ويُتوقع أن تستمر الشركة في تنفيذ استراتيجياتها طويلة الأمد دون أي تأثير يذكر على عملياتها التشغيلية. إن ردة فعل السوق الهادئة هي شهادة على ثقة المستثمرين في مجلس الإدارة وقدرته على اختيار القيادة المستقبلية التي ستواصل مسيرة نجاح الشركة وتعزيز مكانتها الرائدة في الأسواق المحلية والدولية.