في إنجاز طبي بارز يعكس التطور الكبير في قطاع الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية، نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الملك خالد بمحافظة الخرج، التابع لتجمع الرياض الصحي الأول، في إنقاذ حياة مقيم في العقد الخامس من عمره بعد معركة مع مرحلة متقدمة من سرطان الغدد اللمفاوية.
تفاصيل الحالة والتشخيص الدقيق
وصل المريض إلى قسم الطوارئ بالمستشفى وهو يعاني من أعراض حادة ومقلقة، شملت فقر دم شديد، ارتفاعاً مستمراً في درجة الحرارة، فقداناً ملحوظاً في الشهية والوزن، بالإضافة إلى ضعف عام أثر على حركته. على الفور، باشر الفريق الطبي بقيادة استشاري أمراض الدم، الدكتور علي الوهيبي، بإجراء سلسلة من الفحوصات المخبرية والتصويرية المتقدمة. أظهرت النتائج، بما في ذلك تحليل صورة الدم الكاملة وخزعة من العقد اللمفاوية، تشخيصاً دقيقاً للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية من نوع “Diffuse Large B-Cell Lymphoma (DLBCL)”، وهو النوع الأكثر شيوعاً من ليمفوما اللاهودجكين، وقد وصلت الحالة إلى المرحلة الرابعة المتقدمة مع انتشار واسع للخلايا السرطانية.
ما هو سرطان الغدد اللمفاوية (DLBCL)؟
يُعد سرطان الغدد اللمفاوية من نوع (DLBCL) ورماً خبيثاً سريع النمو ينشأ في الخلايا اللمفاوية البائية (B-cells)، وهي جزء أساسي من جهاز المناعة. تاريخياً، كان تشخيص هذا المرض في مراحله المتقدمة يحمل توقعات قاتمة، لكن التطورات الطبية خلال العقود الأخيرة، خاصة في مجال العلاج الكيميائي والمناعي، غيرت هذا الواقع بشكل جذري، مما أتاح فرصاً حقيقية للشفاء التام حتى في الحالات المنتشرة.
خطة علاجية عالمية ونتائج مبشرة
بناءً على التشخيص، وضع الفريق الطبي خطة علاجية مكثفة تعتمد على بروتوكول (R-CHOP)، وهو معيار علاجي معتمد عالمياً أثبت فعاليته العالية في علاج هذا النوع من السرطان. تضمنت الخطة ست جرعات من العلاج الكيميائي والمناعي الموجه. استجاب المريض للعلاج بشكل إيجابي، وبعد انتهاء الجرعات المقررة، أظهرت فحوصات الأشعة المقطعية انكماشاً كبيراً في حجم الأورام وتحسناً إكلينيكياً لافتاً. وللتأكد من القضاء التام على المرض، أُجريت خزعة من نخاع العظم أثبتت خلوه تماماً من أي خلايا سرطانية، ليدخل المريض مرحلة الشفاء التام.
أهمية الإنجاز ودوره في تحقيق رؤية 2030
لا يقتصر هذا النجاح على كونه قصة أمل لمريض وعائلته، بل يمثل دليلاً ملموساً على جودة الرعاية الصحية التخصصية التي أصبحت متاحة في مستشفيات المدن الطرفية مثل الخرج، وليس فقط في المراكز الطبية الكبرى. ويعكس هذا الإنجاز التكامل الناجح ضمن منظومة تجمع الرياض الصحي الأول، الذي يهدف إلى توزيع الخدمات الطبية المتقدمة بكفاءة عالية. كما يتماشى هذا التقدم مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي ورؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي يتمتع أفراده بصحة جيدة وجودة حياة عالية من خلال توفير رعاية صحية شاملة ومبتكرة في جميع أنحاء المملكة.