تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية مساء السبت نحو ملعب “المملكة أرينا” بالعاصمة الرياض، حيث يستضيف نادي الهلال، متصدر الدوري والباحث عن الهيمنة على كافة الألقاب، نظيره الفتح في مواجهة حاسمة ضمن الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. يسعى “الزعيم” لمواصلة مسيرته الاستثنائية هذا الموسم وحجز مقعده في المربع الذهبي، بينما يأمل “النموذجي” في تحقيق مفاجأة مدوية والإطاحة بالمرشح الأبرز للقب.
الهلال.. مسيرة استثنائية نحو ثلاثية تاريخية
يدخل الهلال اللقاء وهو يعيش فترة فنية زاهية تحت قيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، حيث لم يتذوق الفريق طعم الخسارة في أي مسابقة رسمية منذ انطلاق الموسم. يقدم الفريق أداءً متكاملاً يجمع بين الصلابة الدفاعية بقيادة السنغالي خاليدو كوليبالي، والسيطرة على وسط الميدان بوجود الثنائي البرتغالي روبن نيفيز والصربي سيرجي سافيتش، وقوة هجومية ضاربة يقودها الهداف الصربي ألكساندر ميتروفيتش والنجوم البرازيليون مالكوم وميشايل، إلى جانب القائد سالم الدوسري. التأهل لنصف النهائي يمثل خطوة ضرورية في طريق الفريق نحو تحقيق ثلاثية تاريخية محتملة (الدوري، الكأس، ودوري أبطال آسيا).
الفتح.. طموح الكأس لتعويض تعثرات الدوري
على الجانب الآخر، ورغم أن نتائج الفتح في دوري روشن السعودي لم ترتقِ لطموحات جماهيره هذا الموسم، إلا أن مباريات الكؤوس غالبًا ما تحمل طابعًا خاصًا ومفاجآت غير متوقعة. يدرك فريق المدرب الكرواتي سلافن بيليتش أن الفوز على الهلال في معقله سيمثل إنجازًا كبيرًا ويعطي دفعة معنوية هائلة للفريق فيما تبقى من الموسم. يعول الفتح على خبرة لاعبيه وقدرتهم على استغلال الفرص، خاصة عبر نجومه البارزين مثل صانع الألعاب الأرميني لوكاس زيلارايان، والجناح المغربي الخطير مراد باتنا، والمهاجم الإسباني كريستيان تيو.
تاريخ المواجهات.. تكافؤ في الكأس وتفوق هلالي حديث
تزيد المواجهة إثارة بالنظر إلى تاريخ لقاءات الفريقين. فقبل أيام قليلة، التقى الفريقان في الدوري وانتهى اللقاء بفوز صعب للهلال بهدفين لهدف، مما يؤكد أن الفتح خصم لا يستهان به. أما في بطولة كأس الملك تحديدًا، فالتاريخ يشير إلى تكافؤ لافت، حيث تقابلا في 4 مناسبات سابقة (مع احتساب الذهاب والإياب كمواجهة واحدة)، فاز كل فريق في مواجهتين. هذا السجل المتوازن يمنح الفتح دافعًا إضافيًا لكسر هيمنة الهلال الحالية.
سجل المواجهات السابقة في كأس الملك:
- ربع نهائي 2010: فوز الهلال (3-1 ذهابًا، 5-0 إيابًا).
- تحديد المركز الثالث 2012: فوز الفتح (3-0).
- ثمن نهائي 2020: فوز الفتح (2-0).
- ربع نهائي 2023: فوز الهلال (3-1).
أهمية المباراة وتأثيرها المتوقع
تحمل المباراة أهمية كبرى تتجاوز مجرد التأهل للدور نصف النهائي. بالنسبة للهلال، الفوز هو تأكيد على قوته وجديته في المنافسة على كل البطولات، وأي تعثر سيعتبر مفاجأة سلبية. أما بالنسبة للفتح، فإن تحقيق الانتصار سيعيد الفريق إلى دائرة الضوء ويمنحه فرصة حقيقية للمنافسة على لقب غالٍ، وهو ما قد يغير مسار موسمه بالكامل. وتكتسب البطولة أهمية خاصة كونها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، وتعتبر أغلى الكؤوس المحلية، مما يجعل الصراع على لقبها محتدمًا بين جميع الأندية الكبرى.
