زلزال بقوة 6 درجات يضرب ألاسكا دون أضرار جسيمة

ضرب زلزال بقوة 6 درجات منطقة أنكوراج في ألاسكا. تعرف على التفاصيل والسياق الجيولوجي للمنطقة الواقعة في حزام النار الزلزالي وتاريخها مع الهزات الأرضية.
نوفمبر 27, 2025
7 mins read
زلزال بقوة 6 درجات يضرب ألاسكا دون أضرار جسيمة

ضرب زلزال بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر منطقة أنكوراج الحضرية في ولاية ألاسكا الأمريكية يوم الخميس بالتوقيت المحلي، مما أثار قلق السكان في أكثر مناطق الولايات المتحدة نشاطًا من الناحية الزلزالية. ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، وقعت الهزة على عمق يقدر بحوالي 69 كيلومترًا، وكان مركزها على بعد 12 كيلومترًا شمال غرب سوسيتنا، وهي منطقة تقع على بعد حوالي 108 كيلومترات (67 ميلًا) شمال غرب مدينة أنكوراج. وعلى الرغم من قوة الهزة التي شعر بها السكان على نطاق واسع، لم ترد تقارير فورية عن وقوع أضرار مادية كبيرة أو إصابات، كما أكد نظام الإنذار الأمريكي من تسونامي عدم وجود أي خطر لتشكل أمواج مدمرة.

السياق الجيولوجي: ألاسكا في قلب “حزام النار”

تقع ألاسكا في قلب “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة تمتد على شكل قوس وتشتهر بنشاطها البركاني والزلزالي المكثف. يعود هذا النشاط إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادئ باستمرار تحت صفيحة أمريكا الشمالية في عملية جيولوجية تُعرف بالاندساس. هذا الاحتكاك الهائل بين الصفيحتين يؤدي إلى تراكم ضغوط هائلة يتم إطلاقها بشكل مفاجئ على هيئة زلازل. ولهذا السبب، تسجل ألاسكا آلاف الهزات الأرضية سنويًا، معظمها خفيف ولا يشعر به السكان، لكنها تشهد بانتظام زلازل قوية كتلك التي وقعت مؤخرًا.

منظور تاريخي: ذكرى زلزال 1964 العظيم

يحمل تاريخ ألاسكا الحديث ذكرى أحد أعنف الزلازل المسجلة في تاريخ العالم، وهو “زلزال الجمعة العظيمة” الذي وقع في 27 مارس 1964. بلغت قوة هذا الزلزال 9.2 درجة، وهو الأقوى في تاريخ أمريكا الشمالية والثاني عالميًا، وقد تسبب في دمار هائل وأمواج تسونامي مدمرة أودت بحياة أكثر من 130 شخصًا. شكلت هذه الكارثة نقطة تحول في فهم المخاطر الزلزالية وأدت إلى تطوير معايير بناء أكثر صرامة وأنظمة إنذار مبكر متقدمة، وهو ما يفسر جزئيًا قدرة الولاية اليوم على الصمود أمام الهزات القوية بأضرار محدودة.

التأثير المحلي وثقافة التأهب

بالنسبة لسكان أنكوراج والمناطق المحيطة بها، تعد الزلازل جزءًا من واقع الحياة. وقد ساهمت التجربة التاريخية والنشاط الزلزالي المستمر في خلق ثقافة عالية من التأهب والوعي. فالسكان مدربون على كيفية التصرف أثناء الهزات، كما أن البنية التحتية، بما في ذلك المباني والجسور وخطوط أنابيب النفط الحيوية، مصممة لتحمل الاهتزازات الشديدة. ورغم عدم الإبلاغ عن أضرار جسيمة هذه المرة، فإن مثل هذه الأحداث تعمل بمثابة اختبار حقيقي لفعالية أنظمة الطوارئ وتذكير دائم بضرورة الالتزام بمعايير السلامة والاستعداد المستمر لمواجهة الطبيعة وقوتها.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

ارتفاع الفائض الأولي للموازنة المصرية لـ 236.8 مليار جنيه
Previous Story

ارتفاع الفائض الأولي للموازنة المصرية لـ 236.8 مليار جنيه

حريق هونج كونج: مأساة وانج فوك كورت والأسوأ منذ 1948
Next Story

حريق هونج كونج: مأساة وانج فوك كورت والأسوأ منذ 1948

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى