في خطوة هادفة لتعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة، نفذت بلدية الرفيعة مبادرة تشجير نوعية تحت شعار “يد تغرس وأرض تزدهر”، وذلك بالتعاون المثمر مع مركز الرعاية الصحية الأولية بمركز الشيحية. شهدت المبادرة غرس 250 شجرة في مواقع مختارة بعناية داخل نطاق المركز، بهدف توسيع الرقعة الخضراء وتحسين المشهد الحضري، بما يخدم أهالي المنطقة ويدعم البيئة المحلية.
مبادرة محلية في سياق رؤية وطنية
لا تأتي هذه المبادرة كحدث معزول، بل تنطلق من استراتيجية وطنية شاملة تتبناها المملكة العربية السعودية. فهي تترجم على أرض الواقع مستهدفات “رؤية السعودية 2030” التي تضع الاستدامة البيئية في صميم أولوياتها. كما تتناغم هذه الجهود المحلية مع الطموحات الكبرى لـ “مبادرة السعودية الخضراء”، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، والمساهمة في زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط ضمن “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”. تهدف هذه المشاريع العملاقة إلى مكافحة التغير المناخي، ومواجهة التصحر، وخفض الانبعاثات الكربونية، مما يجعل من كل شجرة تُغرس في الرفيعة جزءاً من إسهام المملكة في حماية الكوكب.
الأثر البيئي والمجتمعي المتوقع
إن زراعة 250 شجرة في الشيحية تحمل في طياتها أبعاداً تتجاوز مجرد تجميل المنظر العام. على الصعيد المحلي، ستسهم هذه الأشجار في تنقية الهواء من الملوثات، وتلطيف درجات الحرارة المرتفعة خاصة في فصل الصيف، مما يخلق بيئة صحية وأكثر راحة للسكان. كما أن زيادة المساحات الخضراء تشجع على ممارسة الأنشطة الخارجية وتعزز الصحة النفسية والجسدية للمجتمع. ويأتي التعاون مع مركز الرعاية الصحية ليؤكد على هذه العلاقة الوثيقة بين البيئة النظيفة والصحة العامة، حيث عبّر منسوبو المركز عن اعتزازهم بالمشاركة، مؤكدين أن التشجير ينعكس إيجابياً على صحة المجتمع.
تعزيز الشراكة المجتمعية والاستدامة
من جهته، أوضح رئيس بلدية الرفيعة، الأستاذ سعود الدويش، أن هذه المبادرة تنبع من المسؤولية الاجتماعية للبلدية، وتعد استمراراً لجهودها في تفعيل الشراكة المجتمعية. وأكد الدويش أن التعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والمجتمعية، مثل مركز الرعاية الصحية، هو ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن المبادرة ركزت على غرس مفاهيم الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، وتشجيعهم على المحافظة على الموارد الطبيعية. وفي ختام تصريحه، نوه رئيس البلدية إلى أن البلدية ستواصل إطلاق وتنفيذ مثل هذه المبادرات البيئية والتنموية، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى المشاركة الفاعلة لبناء مستقبل أكثر اخضراراً وازدهاراً للأجيال القادمة.