تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية، مساء يوم غد الجمعة، إلى ملعب نادي الحزم بمدينة الرس، الذي سيكون مسرحاً لمواجهة كروية مرتقبة تجمع بين نادي الخلود، ممثل دوري يلو، وضيفه الثقيل نادي الخليج، القادم من دوري روشن للمحترفين، وذلك في افتتاح منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الحالي.
السياق التاريخي وأهمية البطولة
تُعد بطولة كأس الملك أغلى الكؤوس في المملكة العربية السعودية وأعرقها، حيث انطلقت نسختها الأولى في عام 1957. وتحمل البطولة أهمية كبرى للأندية السعودية، ليس فقط لقيمتها التاريخية والمعنوية، بل لأن الفائز بلقبها يضمن مقعداً مباشراً في بطولة دوري أبطال آسيا، مما يمنح المنافسة بعداً قارياً ويزيد من شراستها. ولهذا السبب، تسعى جميع الفرق، بغض النظر عن موقعها في سلم الدوريات، لتقديم أفضل ما لديها على أمل تحقيق إنجاز تاريخي.
مشوار الفريقين نحو ربع النهائي
وصل فريق الخلود إلى هذا الدور المتقدم بعد مسيرة لافتة، حيث تمكن من إقصاء البكيرية في الدور الأول بنتيجة 2-1، قبل أن يحقق فوزاً ثميناً على النجمة بهدف نظيف في دور الستة عشر، ليثبت أنه خصم لا يستهان به. في المقابل، استهل الخليج، الذي يقدم موسماً مميزاً، مشواره بفوز كاسح على الطائي بخماسية نظيفة، ثم أظهر شخصيته القوية بإقصاء فريق التعاون، أحد أبرز فرق دوري روشن، بركلات الترجيح 5-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، في مباراة أثبتت طموحات الفريق الكبيرة في هذه المسابقة.
تحليل فني وتوقعات المباراة
يدخل الخلود المباراة بآمال عريضة لتحقيق مفاجأة مدوية وخطف بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي لأول مرة في تاريخه. ورغم تراجع نتائجه وأدائه في دوري يلو مؤخراً، إلا أن مباريات الكؤوس غالباً ما تكون لها حساباتها الخاصة التي تتجاوز معطيات الدوري. ويعول الفريق على كوكبة من لاعبيه المحترفين مثل الحارس الأرجنتيني خوان كوزاني، والمدافع السلوفاكي نوربير جيومبر، والنيجيري ويليام إيكونج، إلى جانب القوة الهجومية التي يمثلها القُمري ميزياني ماوليدا.
من جهته، يتطلع الخليج لمواصلة عروضه القوية هذا الموسم وتأكيد تفوقه كفريق من دوري المحترفين. ويسعى الفريق، بقيادة مدربه، إلى استغلال فارق الخبرة والإمكانيات الفنية لحسم اللقاء والتواجد بين الأربعة الكبار. ويمتلك الخليج تشكيلة متجانسة تضم أسماء لامعة مثل الحارس اللوكسمبورجي أنتوني موريس، واليونانيين ماسوراس وفورتونيس، والمهاجم الإسباني باولو فيرنانديز، بالإضافة إلى نجومه المحليين كصالح العمري. وتبقى مشاركة هدافه النرويجي جوشوا كينغ غير مؤكدة وتعتمد على جاهزيته، لكن الفريق يمتلك البدائل القادرة على صنع الفارق.