أثار خالد بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية بتأكيده القاطع على تمسك ناديه بحقه في استضافة مباراة نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام نادي الاتحاد في مدينة الرس، رافضاً أي مقترحات لنقل المباراة إلى ملعب آخر خارج المدينة.
جاءت هذه التصريحات كرد فعل مباشر على نتائج قرعة الدور نصف النهائي من البطولة الأغلى في المملكة، والتي أوقعت نادي الخلود، الحصان الأسود للبطولة، في مواجهة تاريخية ضد عميد الأندية السعودية، الاتحاد، على أن تقام المباراة على أرض الخلود وفقاً للوائح القرعة.
خلفية تاريخية وسياق المنافسة
تكتسب هذه المواجهة أهمية خاصة نظراً للسياق الذي تأتي فيه. يُعد وصول نادي الخلود إلى هذا الدور المتقدم إنجازاً تاريخياً بحد ذاته، حيث ينافس النادي في دوري الدرجة الأولى وتمكن من إقصاء فرق قوية في طريقه إلى المربع الذهبي. يمثل هذا الإنجاز مصدر فخر كبير لمدينة الرس وسكانها، الذين يتطلعون بشغف لمشاهدة فريقهم يواجه أحد أكبر أندية المملكة على أرضهم وبين جماهيرهم. في المقابل، يدخل الاتحاد، بتاريخه العريق وبطولاته المتعددة، هذه المباراة كمرشح قوي على الورق، لكن مباريات الكؤوس غالباً ما تحمل في طياتها مفاجآت غير متوقعة، ويبقى عامل الأرض والجمهور سلاحاً حاسماً قد يرجح كفة الفريق المستضيف.
أهمية المباراة وتأثيرها المتوقع
تتجاوز أهمية المباراة مجرد نتيجتها الرياضية. فعلى المستوى المحلي، يمثل إصرار رئيس الخلود على اللعب في الرس دفاعاً عن حقوق الأندية الصغيرة ودعماً للمجتمعات المحلية. وفي تغريدة له عبر منصة “إكس”، قال هاربورغ: “مباراتنا في أغلى البطولات يجب أن تُقام في الرس. لا يهمني أن مبيعات التذاكر في بريدة قد تحقق عائداً مالياً أكبر مقارنة بالرس، ما يهمني هو حماية مجتمع كرة القدم ودعم أهل الرس. من حقهم أن تُقام مباراتهم على أرضهم الحقيقية”. يعكس هذا الموقف تحدياً للمنطق التجاري البحت الذي قد يفضل الملاعب ذات السعة الجماهيرية الأكبر، ويؤكد على أن كرة القدم تحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية تتجاوز الأرباح المادية. إن إقامة المباراة في الرس ستعني زخماً اقتصادياً وسياحياً للمدينة، وستمنح جماهيرها فرصة فريدة لصنع التاريخ ودعم فريقها في أهم مباراة في تاريخه.
إقليمياً، تضع هذه الحادثة على طاولة النقاش قضية توزيع المباريات الكبرى في الدوري والكأس، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تحقيق العدالة التنافسية بين جميع الأندية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء. ويبقى القرار النهائي بيد الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي سيوازن بين اللوائح المنظمة للبطولة والمصالح المختلفة للأطراف المعنية.