طلب عاجل وتحدٍ للمألوف في الكرة السعودية
في خطوة لافتة تعكس تمسكًا قويًا بالهوية المحلية وجماهير النادي، وجه السيد بن هاربورغ، مالك نادي الخلود، طلبًا عاجلاً للاتحاد السعودي لكرة القدم، وذلك قبل المواجهة المرتقبة والتاريخية لفريقه ضد نادي الاتحاد في الدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. يأتي هذا الطلب بعد أن أسفرت القرعة الرسمية عن مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين الحصان الأسود للبطولة وأحد عمالقة الكرة السعودية.
وفي تصريحات إعلامية حاسمة، شدد هاربورغ على ضرورة إقامة المباراة على أرض الفريق الحقيقية في مدينة الرس، قائلاً: “مباراتنا ضد الاتحاد يجب أن تقام في الرس. لا يهمني أن مبيعات التذاكر في بريدة ستعود علينا بالمال أكثر من مبيعات الرس، فمن حق أهالي الرس أن تُقام مباراتهم في أرضهم الحقيقية”. يعكس هذا التصريح رؤية استراتيجية تضع مصلحة الجمهور المحلي والارتباط بالمجتمع فوق الاعتبارات المادية البحتة، وهو أمر نادر في عالم كرة القدم الحديثة.
خلفية تاريخية: كأس الملك ومنجز الخلود
تعتبر بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أغلى الكؤوس في المملكة العربية السعودية وأكثرها عراقة، حيث انطلقت في عام 1957. وتكتسب البطولة أهميتها من كونها تجمع بين أندية من مختلف الدرجات، مما يفتح الباب أمام مفاجآت كبرى، وهو ما نجح نادي الخلود في تحقيقه هذا الموسم. يمثل وصول الخلود، الذي ينافس في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، إلى المربع الذهبي إنجازًا تاريخيًا للنادي ولمدينة الرس، ويعد قصة ملهمة للأندية الطموحة.
وكان نادي الخلود قد شق طريقه بجدارة إلى هذا الدور المتقدم بعد مباراة ماراثونية ومثيرة، تغلب فيها على نظيره الخليج، أحد أندية دوري المحترفين، بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة. على الجانب الآخر، أظهر نادي الاتحاد قوته كأحد أبرز المرشحين للقب، حيث عبر إلى نصف النهائي بفوز كبير على نادي الشباب بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
يحمل طلب مالك الخلود أبعادًا تتجاوز مجرد تحديد ملعب للمباراة. فعلى الصعيد المحلي، تعتبر استضافة فريق بحجم وشعبية نادي الاتحاد في مدينة الرس حدثًا استثنائيًا سيعزز من الحراك الرياضي والاقتصادي في المدينة، كما أنه يمثل مكافأة للجماهير الوفية التي ساندت الفريق طوال مشواره. إن اللعب على أرضهم وبين جماهيرهم سيمنح لاعبي الخلود دافعًا معنويًا هائلاً لمقارعة بطل كبير. وعلى الصعيد الوطني، يسلط هذا الموقف الضوء على أهمية الأندية في المدن الصغيرة ودورها الاجتماعي، ويفتح نقاشًا حول الموازنة بين تحقيق عوائد مالية أكبر والحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الرياضية المتمثل في اللعب على الأرض. إن إصرار الخلود على حقه قد يلهم أندية أخرى على التمسك بحقوقها وجماهيرها في المستقبل.