الجبير يبحث في بروكسل تعزيز العلاقات السعودية الأوروبية

في زيارة رسمية لبروكسل، التقى عادل الجبير بمسؤولين في البرلمان الأوروبي لبحث التعاون المشترك والمستجدات الإقليمية والدولية وملفات المناخ.
ديسمبر 2, 2025
9 mins read
الجبير يبحث في بروكسل تعزيز العلاقات السعودية الأوروبية

تعميق الحوار الاستراتيجي بين الرياض وبروكسل

في خطوة دبلوماسية هامة، عقد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك خلال زيارته الرسمية. وشملت المباحثات لقاءً مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، ديفيد ماك ألستر، ولقاءً آخر مع عضوة البرلمان الأوروبي، هانا نيومان، مما يعكس حرص المملكة على تعزيز قنوات التواصل مع المؤسسات الأوروبية الرئيسية.

خلفية العلاقات السعودية الأوروبية

ترتبط المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي بشراكة تاريخية واستراتيجية تمتد لعقود، بُنيت في الأساس على التعاون في مجالات الطاقة والتجارة. ومع ذلك، شهدت هذه العلاقة تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة لتشمل أبعاداً جديدة. يأتي هذا التطور في سياق “رؤية المملكة 2030” التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي والانفتاح على العالم، مما خلق فرصاً واعدة للتعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، والسياحة، والثقافة. وتعتبر هذه اللقاءات استمراراً للحوار المؤسسي القائم، والذي يهدف إلى مواءمة الرؤى وتنسيق المواقف تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.

أجندة اللقاءات: من التعاون الثنائي إلى قضايا المناخ

بحسب المصادر الرسمية، جرى خلال اللقاء مع ديفيد ماك ألستر استعراض شامل لعلاقات التعاون المشترك بين المملكة والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات. كما تناولت المباحثات المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تعد المملكة لاعباً محورياً في استقرار منطقة الشرق الأوسط، بينما يمثل الاتحاد الأوروبي شريكاً دولياً رئيسياً. وتكتسب هذه المناقشات أهمية خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة، بما في ذلك الأوضاع في المنطقة والحرب في أوكرانيا وتأثيراتها على أمن الطاقة والغذاء العالمي.

وفي لقائه مع هانا نيومان، تم التركيز على المستجدات الدولية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. وبصفته مبعوثاً لشؤون المناخ، فإن مباحثات الجبير تحمل بعداً بيئياً هاماً. فالمملكة، من خلال مبادراتها الطموحة مثل “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، تسعى لقيادة الجهود الإقليمية لمكافحة التغير المناخي، وهو ما يتقاطع مع أهداف “الصفقة الأوروبية الخضراء”، الأمر الذي يفتح آفاقاً واسعة للتعاون في مجال التقنيات النظيفة والاقتصاد الدائري.

الأهمية والتأثير المتوقع

تكمن أهمية هذه الزيارة في تأكيدها على دور المملكة كشريك موثوق للاتحاد الأوروبي. على الصعيد المحلي، تعزز هذه اللقاءات الدبلوماسية النشطة مكانة المملكة على الساحة الدولية وتخدم أهداف سياستها الخارجية القائمة على بناء الجسور وتعزيز التعاون. إقليمياً، يساهم تنسيق المواقف بين الرياض وبروكسل في دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. أما دولياً، فإن الحوار حول ملفات الطاقة والمناخ والأمن العالمي يعكس المسؤولية المشتركة للجانبين في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم. وقد حضر اللقاءين المدير العام لمكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية السفير خالد بن مساعد العنقري، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد الأوروبي هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع، مما يضفي طابعاً مؤسسياً على هذه المباحثات الهامة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

سالم الدوسري: أرقام قياسية ومسيرة حافلة مع المنتخب السعودي
Previous Story

سالم الدوسري: أرقام قياسية ومسيرة حافلة مع المنتخب السعودي

مدرب الكويت: التعادل مع مصر نتيجة جيدة في كأس العرب
Next Story

مدرب الكويت: التعادل مع مصر نتيجة جيدة في كأس العرب

Latest from السياسة

أذهب إلىالأعلى