قمة مرتقبة في أغلى الكؤوس السعودية
تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية مساء السبت إلى ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، الذي يحتضن مواجهة كلاسيكية من العيار الثقيل في الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. يجمع اللقاء بين عملاقين من عمالقة الكرة السعودية، الاتحاد والشباب، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، حيث يسعى كل فريق لحجز مقعده في المربع الذهبي ومواصلة رحلته نحو معانقة اللقب الأغلى محليًا.
خلفية تاريخية: صراع بين مدرستين عريقتين
تحمل مواجهات الاتحاد والشباب، أو ما يُعرف بـ “كلاسيكو” الكرة السعودية، إرثًا طويلًا من التنافس الشديد بين مدرستين كرويتين تمثلان مدينتين رئيسيتين: جدة (الاتحاد) والعاصمة الرياض (الشباب). تكتسب هذه المواجهة أهمية مضاعفة كونها تقام في إطار بطولة كأس الملك، أقدم وأعرق المسابقات السعودية على الإطلاق، والتي انطلقت نسختها الأولى في عام 1957. الفوز بلقب هذه البطولة لا يمثل مجدًا تاريخيًا يضاف لسجلات النادي فحسب، بل يمنح البطل مقعدًا مباشرًا في بطولة دوري أبطال آسيا، وهو ما يضيف بعدًا استراتيجيًا هائلاً للمنافسة ويجعل الصراع على اللقب أكثر شراسة.
سجلات الكأس: هيمنة اتحادية ورغبة شبابية في التغيير
عند النظر إلى تاريخ مواجهات الفريقين في بطولة الكأس تحديدًا، يظهر تفوق واضح لنادي الاتحاد. التقى الفريقان في 11 مناسبة سابقة، تمكن “العميد” من حسم 8 منها لصالحه، بينما اكتفى “الليث الأبيض” بتحقيق الفوز في 3 مناسبات فقط. وعلى الرغم من أن أول لقاء جمعهما في المسابقة عام 1980 انتهى بفوز شبابي، إلا أن الاتحاد فرض هيمنته بشكل كبير في العقود التالية. هذا السجل يمنح لاعبي الاتحاد أفضلية نفسية، لكنه في الوقت ذاته يشكل حافزًا كبيرًا للاعبي الشباب لكسر هذه العقدة وتدوين فصل جديد في تاريخ مواجهات الفريقين. ومما يزيد من إثارة المباراة أن الفريقين لم يلتقيا بعد في دوري روشن للمحترفين هذا الموسم، مما يجعل هذه المواجهة بمثابة اختبار حقيقي لتوازنات القوى الحالية بينهما.
تحدي الغيابات يضرب صفوف الفريقين
يدخل الاتحاد اللقاء وهو يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في قائمة طويلة من الغيابات المؤثرة التي قد تربك حسابات المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو. يفتقد الفريق لخدمات أسماء وازنة مثل الفرنسي موسى ديابي، والمدافعين أحمد شراحيلي وسعد الموسى، بالإضافة إلى معاذ فقيهي وأحمد الجليدان. هذه الغيابات تتركز في الخطين الدفاعي والهجومي، مما يضع ضغطًا إضافيًا على العناصر المتاحة ويجبر المدرب على إيجاد حلول تكتيكية مبتكرة. في المقابل، لا يختلف وضع الشباب كثيرًا، حيث يعاني هو الآخر من غيابات قد تكون حاسمة. يفتقد الفريق لجهود فينسنت سيرو وهمام الهمامي، بينما تحوم شكوك كبيرة حول جاهزية النجم البلجيكي يانيك كاراسكو، الذي ينتظر نتائج الفحص الطبي لتحديد موقفه النهائي من المشاركة.
أهمية المباراة وتأثيرها المتوقع
تتجاوز أهمية المباراة مجرد التأهل إلى الدور نصف النهائي. بالنسبة للاتحاد، يمثل الفوز خطوة ضرورية نحو إنقاذ الموسم بلقب كبير، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في الدوري وابتعاده نسبيًا عن الصدارة. الفوز بالكأس سيضمن له مشاركة قارية ويُرضي طموحات جماهيره. أما بالنسبة للشباب، فالفوز على الاتحاد في معقله وفي بطولة بهذا الحجم سيكون بمثابة دفعة معنوية هائلة ورسالة قوية للمنافسين بقدرة الفريق على العودة بقوة لمنصات التتويج. إقليميًا، الفائز سيقترب من تمثيل المملكة في المحفل الآسيوي الأهم. وبين طموح “العميد” لتأكيد تفوقه التاريخي، ورغبة “الليث” في قلب الطاولة، من المتوقع أن نشهد مباراة تكتيكية مثيرة وحماسية حتى صافرتها الأخيرة.