تحولت مباراة القمة بين الأهلي المصري والجيش الملكي المغربي، التي أقيمت على ملعب مولاي الحسن ضمن منافسات الجولة الثانية من دوري أبطال إفريقيا، إلى مسرح لأحداث شغب مؤسفة، ألقت بظلالها على الأجواء التنافسية للمواجهة، وبلغت ذروتها بحادثة إلقاء أداة حادة باتجاه أحد اللاعبين.
بدأت شرارة التوتر عقب تسجيل النادي الأهلي هدف التعادل في الشوط الثاني، حيث انفجرت مدرجات جماهير الجيش الملكي غضباً، وقامت بإلقاء عدد كبير من الزجاجات الفارغة على أرضية الملعب. هذا التصعيد دفع الحكم الليبي أحمد السلماني إلى إيقاف المباراة بشكل فوري لعدة دقائق، في محاولة لتهدئة الأوضاع واستعادة السيطرة الأمنية قبل أن يسمح باستئناف اللعب.
السياق العام والتنافس التاريخي
تندرج هذه المواجهة ضمن إطار التنافس القوي والمثير الذي يميز لقاءات الأندية المصرية والمغربية في البطولات الإفريقية. يُعد الصدام بين الأهلي، عملاق القارة وحامل الرقم القياسي في عدد الألقاب، والجيش الملكي، أحد أعرق الأندية المغربية وصاحب التاريخ الكبير، فصلاً جديداً في سجل المنافسة الشرسة بين أقطاب كرة القدم في شمال إفريقيا. وتزيد أهمية بطولة دوري أبطال إفريقيا من حدة هذه المواجهات، حيث يسعى كل فريق لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن له المضي قدماً نحو اللقب الأغلى على مستوى الأندية في القارة.
تفاصيل حادثة “سكين المعجون”
لم تتوقف الأحداث عند إلقاء الزجاجات، ففي الدقائق الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وقعت الحادثة الأخطر عندما ألقى أحد المشجعين أداة حادة، وُصفت بأنها “سكين معجون”، من المدرجات. ارتطمت الأداة باللاعب المصري محمود حسن “تريزيجيه”، الذي سقط متأثراً بالإصابة. حاول تريزيجيه أخذ الأداة وتسليمها للحكم كدليل مادي على الاعتداء، إلا أن لاعبي الجيش الملكي تدخلوا لمنعه، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وتدافع بين لاعبي الفريقين داخل الملعب.
الأهمية والتأثير المتوقع
من المتوقع أن يكون لهذه الأحداث تداعيات كبيرة. فالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يتبنى سياسة صارمة تجاه شغب الملاعب والعنف. وبناءً على تقرير الحكم ومراقب المباراة، قد يواجه نادي الجيش الملكي عقوبات قاسية تشمل غرامات مالية ضخمة، ولعب عدد من المباريات المقبلة بدون جمهور، أو حتى الحرمان من اللعب على ملعبه لفترة. مثل هذه الحوادث لا تسيء فقط لسمعة النادي المعني، بل تؤثر سلباً على صورة كرة القدم المغربية والإفريقية على الساحة الدولية، وتثير تساؤلات ملحة حول معايير السلامة والأمن في الملاعب.
تدخل وليد صلاح الدين، مدير الكرة بالنادي الأهلي آنذاك، لفض الاشتباك والتقط الأداة الحادة وعرضها على الحكم، لكن في لقطة مثيرة للجدل، قام أحد لاعبي الجيش الملكي البدلاء بخطفها وإخفائها. وبعد توقف طويل خضع خلاله تريزيجيه للعلاج، تمكن الطاقم التحكيمي من السيطرة على الموقف واستكمال الدقائق المتبقية من المباراة التي انتهت بالتعادل. وتبقى الأنظار الآن موجهة نحو قرارات “الكاف” المنتظرة، والتي ستحدد مصير المتسببين في هذه الأحداث المؤسفة.