مواجهة كلاسيكية على الأراضي المغربية
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأفريقية إلى العاصمة المغربية الرباط، حيث يحتضن ملعب الأمير مولاي الحسن قمة كروية من العيار الثقيل تجمع بين الأهلي المصري، عملاق القارة، ومضيفه الجيش الملكي المغربي، صاحب التاريخ العريق، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا. تمثل هذه المباراة أكثر من مجرد ثلاث نقاط، فهي تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من التنافس الشديد بين الأندية المصرية والمغربية، والذي دائمًا ما يتميز بالندية والإثارة والحضور الجماهيري الكبير.
خلفية تاريخية وأهمية استراتيجية
يدخل الأهلي، الملقب بـ”نادي القرن” وحامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، المباراة بمعنويات مرتفعة بعد تحقيقه فوزًا كاسحًا في الجولة الأولى على شبيبة القبائل الجزائري بنتيجة 4-1. ويسعى الفريق المصري لتأكيد هيمنته وحسم صدارة المجموعة الثانية مبكرًا قبل فترة التوقف الطويلة التي ستشهدها البطولة، والتي تمتد لنحو شهرين لإفساح المجال أمام بطولة كأس الأمم الأفريقية التي يستضيفها المغرب. الفوز في الرباط يعني للأهلي قطع شوط كبير نحو تأمين بطاقة التأهل للدور ربع النهائي والتركيز على الاستحقاقات القادمة بأريحية أكبر.
على الجانب الآخر، يدخل الجيش الملكي، “الزعيم”، المباراة وهو يبحث عن تصحيح المسار وتعويض خسارته في الجولة الافتتاحية أمام يونغ أفريكانز التنزاني. تُعد هذه المواجهة حاسمة لمستقبل الفريق في البطولة، حيث إن أي تعثر جديد على أرضه قد يعقد من مهمته في التأهل. كما تمثل المباراة اختبارًا حقيقيًا للمدرب البرازيلي ألكسندر سانتوس، الذي يواجه ضغوطًا جماهيرية متزايدة لتحسين أداء ونتائج الفريق. يعول الفريق العسكري على عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تعيد له الأمل في المنافسة.
تحديات وإصابات في صفوف الفريقين
رغم قوة الأهلي وتشكيلته المدججة بالنجوم، إلا أن حسابات المدرب الدنماركي يس ثوروب تواجه بعض التعقيدات بسبب موجة من الإصابات التي ضربت لاعبين أساسيين، أبرزهم الحارس محمد الشناوي، والمدافع مصطفى العش، بالإضافة إلى حسين الشحات وأحمد عبد القادر. ومع ذلك، يظل الفريق يمتلك أوراقًا رابحة قادرة على صنع الفارق، مثل المغربي أشرف بن شرقي، والتونسي محمد علي بن رمضان، والمصري محمود حسن “تريزيغيه”. بدوره، يفتقد الجيش الملكي لخدمات مهاجمه المؤثر حمزة خابا بسبب الإيقاف، مما يضع عبئًا إضافيًا على بقية عناصر الخط الهجومي.
مواجهات أخرى لا تقل أهمية
في سياق متصل، تشهد الجولة الثانية مواجهات أخرى هامة. ففي المجموعة الأولى، يخوض بيراميدز المصري، حامل اللقب، رحلة محفوفة بالمخاطر لمواجهة باور ديناموز الزامبي، سعيًا لتعزيز بدايته القوية بعد فوزه الكبير على ريفرز يونايتد النيجيري. ويواجه بيراميدز تحديًا كبيرًا بغياب نجمه رمضان صبحي للإيقاف. وفي نفس المجموعة، يحل نهضة بركان المغربي ضيفًا صعبًا على ريفرز يونايتد في لاغوس، في مباراة يسعى من خلالها المدرب معين الشعباني للعودة بنتيجة إيجابية. أما في المجموعة الثالثة، فيستضيف مولودية الجزائر فريق ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي في مواجهة قوية، بينما يلتقي الترجي التونسي مع بترو دي لواندي الأنغولي في المجموعة الرابعة، أملًا في تعويض تعادله المخيب في الجولة الأولى.
