تترقب جماهير كرة القدم السعودية بشغف المواجهة النارية التي ستجمع بين النادي الأهلي ونظيره القادسية، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لموسم 2025-2026. هذه المباراة لا تمثل مجرد صراع تكتيكي على أرض الملعب، بل هي انعكاس حقيقي للتحولات الكبيرة التي يشهدها الدوري السعودي، حيث أصبحت القيمة السوقية للأندية واللاعبين مؤشراً رئيسياً على حجم الطموحات وقوة المشاريع الرياضية.
خلفية تاريخية وسياق المنافسة
تعتبر بطولة كأس الملك أغلى البطولات المحلية في السعودية، وتحمل قيمة تاريخية ومعنوية كبيرة لدى الأندية والجماهير. وفي ظل الطفرة التي يعيشها دوري المحترفين السعودي، والذي بات وجهة لأبرز نجوم العالم، اكتسبت المنافسة على ألقابه بعداً جديداً. الأهلي، بصفته أحد الأقطاب الأربعة الكبار وصاحب التاريخ العريق، يدخل المباراة بهدف تأكيد هيمنته ومواصلة رحلته نحو لقب ثمين. في المقابل، يمثل القادسية، العائد حديثاً إلى دوري الأضواء والمدعوم باستثمارات ضخمة، مشروعاً طموحاً يسعى لإثبات قدرته على منافسة الكبار وتحدي النظام التقليدي للكرة السعودية.
الأهلي: قوة اقتصادية وتشكيلة مدججة بالنجوم
يتفوق النادي الأهلي بوضوح في ميزان القيمة السوقية، حيث تصل القيمة الإجمالية لفريقه، بحسب شبكة “ترانسفير ماركت” العالمية، إلى 173.5 مليون يورو. هذا الرقم الضخم يضعه في مصاف الأندية الكبرى ويعكس استراتيجيته في استقطاب لاعبين من الطراز الرفيع. هذه القوة المالية تمنحه عمقاً في التشكيلة وخيارات متعددة قادرة على حسم المباريات الكبرى، مما يمنحه أفضلية نفسية قبل انطلاق صافرة البداية.
ويقود القائمة النجم البرازيلي إنزو ميلو بقيمة سوقية تبلغ 35 مليون يورو، يليه المهاجم الإنجليزي المخضرم إيفان توني بقيمة 25 مليون يورو، ثم الجناح السريع جالينو الذي تقدر قيمته بـ 24 مليون يورو. هذا الثلاثي الهجومي يشكل مصدر القوة الضاربة للفريق ويعول عليه كثيراً لاختراق دفاعات الخصوم.
القادسية: طموح مشروع جديد يتحدى الأرقام
على الطرف الآخر، يدخل نادي القادسية المواجهة بقيمة سوقية إجمالية محترمة تبلغ 129.23 مليون يورو. ورغم أنها أقل من قيمة الأهلي، إلا أنها تعد دليلاً قاطعاً على أن الفريق ليس مجرد ضيف شرف في البطولة. فالقادسية يمتلك مشروعاً واضح المعالم يهدف إلى بناء فريق منافس على المدى القصير والطويل، وهو ما يظهر في نوعية تعاقداته.
ويتصدر قائمة أغلى لاعبي الفريق المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي، الذي تبلغ قيمته السوقية 45 مليون يورو، مما يجعله أغلى لاعب على أرض الملعب. ويأتي خلفه النجم البرتغالي أوتافيو بقيمة 15 مليون يورو، والمهاجم المكسيكي جوليان كينونيس بقيمة 12 مليون يورو. هذه الأسماء تمنح القادسية الثقة اللازمة لمجاراة الأهلي وتهديد مرماه.
تأثير المواجهة وأهميتها
تتجاوز أهمية المباراة مجرد بطاقة التأهل إلى نصف النهائي. ففوز الأهلي سيعزز من مكانته كمرشح أول للقب، بينما انتصار القادسية سيمثل رسالة قوية لجميع المنافسين بأن هناك قوة جديدة قادمة في سماء الكرة السعودية. في النهاية، تبقى القيمة السوقية مجرد أرقام تعكس الإمكانيات، لكن الفيصل الحقيقي سيكون الأداء والعزيمة على المستطيل الأخضر، في ليلة كروية تعد بالكثير من الإثارة والندية بين قوة التاريخ وطموح المستقبل.