لماذا يغيب تيفو الأهلي أمام القادسية في ربع نهائي كأس الملك؟
يخيم الهدوء على مدرجات ملعب الإنماء قبل المواجهة المرتقبة بين النادي الأهلي وضيفه القادسية، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لموسم 2025-2026. وعلى غير العادة، ستفتقد جماهير “الراقي” أحد أبرز أسلحتها المعنوية، وهو “التيفو” الذي طالما زين المدرجات ورسم لوحات فنية أبهرت المتابعين، مما يطرح تساؤلات حول سبب هذا الغياب في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول.
تفاصيل المباراة والسبب الإداري وراء غياب التيفو
من المقرر أن تنطلق صافرة بداية المباراة مساء يوم الجمعة في تمام الساعة 8:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة (7:30 بتوقيت القاهرة)، وستُنقل المواجهة حصريًا عبر قنوات “ثمانية”، الناقل الرسمي للبطولة. وكشفت مصادر صحفية مطلعة أن سبب غياب التيفو يعود إلى إجراء إداري بحت، حيث انتهت المهلة المحددة من قبل رابطة دوري المحترفين لتقديم طلبات اعتماد “التيفو” أو “البنرات” الكبيرة قبل أن تتمكن رابطة مشجعي النادي الأهلي من تقديم طلبها. ونتيجة لذلك، ستكتفي الجماهير الأهلاوية برفع الأعلام الكبيرة واللافتات الصغيرة والمتوسطة لمؤازرة فريقها.
تاريخ الأهلي العريق في أغلى الكؤوس
يحمل غياب التيفو رمزية خاصة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، التي يُعد النادي الأهلي سيدها التاريخي. فالأهلي هو النادي الأكثر تتويجًا بلقب هذه البطولة العريقة برصيد 13 لقبًا، مما يجعلها البطولة المفضلة لجماهيره التي تتغنى بإنجازات فريقها فيها. وتعود علاقة الأهلي بالكأس إلى عقود طويلة، حيث كانت دائمًا هدفًا رئيسيًا للنادي في كل موسم، والفوز بها لا يعني مجرد إضافة لقب إلى الخزائن، بل هو تأكيد على مكانة النادي كأحد أقطاب الكرة السعودية. هذا الإرث التاريخي يضع ضغطًا إضافيًا على اللاعبين لتقديم أداء يليق باسم النادي في هذه المرحلة الحاسمة.
أهمية التيفو في ثقافة المدرج السعودي
لم يعد “التيفو” مجرد قطعة قماش ملونة في المدرجات السعودية، بل تحول إلى جزء لا يتجزأ من ثقافة التشجيع وأداة للتعبير الفني والتنافس الشريف بين جماهير الأندية الكبرى. بالنسبة لجماهير الأهلي، المعروفة بشغفها الكبير، يمثل التيفو رسالة دعم قوية للاعبين ورسالة ترهيب للخصوم. إنها لوحة فنية تُحضر على مدار أيام وأسابيع، وتحمل في طياتها رموزًا وشعارات تعكس تاريخ النادي وطموحات جماهيره. غيابه يعني فقدان عنصر مهم من الأجواء الحماسية التي تشتهر بها مباريات الأهلي الكبرى، وسيتطلب من الجماهير مضاعفة جهودها في التشجيع الصوتي لتعويض هذا الفراغ البصري.
التأثير المتوقع والطموحات المستقبلية
على الرغم من هذا الغياب الإداري، يبقى الهدف الأسمى للنادي الأهلي هو العبور إلى الدور نصف النهائي والمنافسة بقوة على اللقب الغالي. الفوز في هذه المباراة لا يقتصر على مجرد التأهل، بل يمثل خطوة مهمة نحو ضمان المشاركة في البطولات الآسيوية، مثل دوري أبطال آسيا، وهو ما يضيف بعدًا استراتيجيًا للمواجهة. ويعول الجهاز الفني واللاعبون على الحضور الجماهيري الكثيف والدعم غير المشروط ليكون اللاعب رقم 12 في الملعب، مؤكدين أن شغف الجماهير لن يتأثر بغياب لوحة فنية، وأن الأهم هو تحقيق الانتصار وإسعادهم في نهاية المطاف.