أسدلت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية الستار يوم الخميس على فعاليات “هاكاثون الذكاء الاصطناعي التوكيلي AgentX”، الذي شكّل منصة حيوية جمعت أكثر من 250 من المواهب التقنية الشابة والخبراء ورواد الأعمال. شهد الحدث تنافسًا محمومًا بين المشاركين لتقديم حلول مبتكرة لأكثر من 17 تحديًا واقعيًا في قطاعات استراتيجية حيوية.
السياق العام: الذكاء الاصطناعي في قلب رؤية 2030
يأتي تنظيم هذا الهاكاثون في إطار الجهود الوطنية الأوسع نطاقًا التي تقودها المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، والتي تضع التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة في صميم أولوياتها. تسعى السعودية بشكل حثيث إلى توطين التقنية، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد للابتكار والتقنيات المتقدمة. وتُعد فعاليات مثل هاكاثون AgentX أداة رئيسية في هذه الاستراتيجية، حيث تعمل على صقل المهارات المحلية، وتحفيز الإبداع، وتسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع أهداف الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في جعل المملكة رائدة عالميًا في هذا المجال.
تفاصيل الحدث ومساراته التنافسية
على مدار أيام الهاكاثون، انخرطت المواهب المشاركة في ورش عمل تدريبية مكثفة وجلسات إرشادية متخصصة، هدفت إلى تزويدهم بالمعرفة اللازمة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوكيلي (Agentic AI)، وهو فرع متقدم من الذكاء الاصطناعي يركز على بناء وكلاء أذكياء قادرين على أداء مهام معقدة بشكل مستقل. تركزت التحديات المطروحة ضمن أربعة مسارات رئيسية هي: الصحة، والتعليم، وخدمة العملاء، بالإضافة إلى قطاع الألعاب والترفيه. وقد عملت الفرق المشاركة على تطوير نماذج أولية وتطبيقات عملية تستخدم هذه التقنيات لمواجهة مشكلات حقيقية، مثل تحسين تشخيص الأمراض، أو تخصيص تجارب التعلم للطلاب، أو أتمتة خدمات الدعم الفني.
الأهمية والتأثير المتوقع للهاكاثون
لا تقتصر أهمية هاكاثون AgentX على كونه مجرد مسابقة تقنية، بل يمتد تأثيره ليكون جسرًا حيويًا يربط بين الكفاءات الوطنية الواعدة وأبرز جهات التوظيف في القطاع التقني. من خلال استعراض المشاريع المتميزة أمام لجنة تحكيم من الخبراء وشركاء التوظيف، يفتح الحدث آفاقًا مهنية واسعة للمشاركين. على الصعيد المحلي، يساهم الهاكاثون في بناء مجتمع تقني متين وقادر على الابتكار. أما إقليميًا، فإنه يعزز من سمعة المملكة كوجهة جاذبة للمواهب والاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي ختام الفعالية، تم تكريم الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، تقديرًا لجهودهم وحلولهم المبتكرة التي قدموها، مما يؤكد على نجاح الهاكاثون في تحقيق أهدافه المتمثلة في دعم الابتكار وتمكين الجيل القادم من قادة التقنية.