أعرب البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب عمان، عن مشاعره المختلطة عقب الفوز الذي حققه فريقه على منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، في اللقاء المثير الذي جمع المنتخبين ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025، والتي احتضنها ملعب خليفة الدولي.
وفي حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، أكد كيروش أن الانتصار، رغم أهميته المعنوية، لم يكن كافياً لانتزاع بطاقة العبور إلى الدور التالي، مشيراً إلى أن الحسابات المعقدة للمجموعة حالت دون استمرار “الأحمر” في البطولة. وقال كيروش: “الفوز أمام جزر القمر لم يكن كافياً للتأهل، وخرجنا من البطولة برأس مرفوعة، وهذا هو حال كرة القدم، أحياناً لا تكفي الانتصارات وحدها إذا لم تخدمك بقية النتائج”.
وأضاف المدرب المخضرم: “قدمنا بطولة كبيرة ومستويات فنية راقية خلال الفترة الأخيرة، وفي المباريات الثلاث التي خضناها كنا نستحق نتائج أفضل تعكس حجم الجهد المبذول داخل الملعب. سنحاول الآن طي هذه الصفحة والتركيز على تصحيح الأخطاء الفنية والتكتيكية، ومواصلة العمل الجاد خلال الفترة القادمة للاستحقاقات المستقبلية”.
وتطرق كيروش إلى سيناريو الانتظار الصعب، حيث كان المنتخب العماني يترقب نتيجة المواجهة الأخرى في المجموعة بين المنتخب السعودي ونظيره المغربي، مؤكداً: “انتظرنا نتيجة المنتخب السعودي أمام المغرب، ولكن الأمور لم تسر كما تمنينا. أؤكد للجميع أن المنتخب العماني يمتلك جيلاً من اللاعبين المميزين للغاية، والخروج من البطولة بعد لقاء اليوم لم يكن عادلاً بالنظر إلى الأداء القوي والشخصية التي أظهرناها طوال مرحلة المجموعات”.
سياق المنافسة وأهمية البطولة
ويأتي خروج المنتخب العماني في وقت تشهد فيه الكرة العمانية تطوراً ملحوظاً، حيث تعد بطولة كأس العرب محطة إعدادية هامة واختباراً حقيقياً لقدرات المنتخبات العربية قبل الاستحقاقات القارية والدولية. وتكتسب هذه النسخة أهمية خاصة كونها تجمع مدارس كروية مختلفة بين عرب آسيا وعرب أفريقيا، مما يرفع من حدة التنافس الفني والبدني.
ويُعرف كارلوس كيروش بصرامته التكتيكية واهتمامه بالتفاصيل الدفاعية وبناء الهجمات المنظمة، وهو ما ظهر جلياً في أسلوب لعب المنتخب العماني الذي حاول فرض سيطرته في مباريات المجموعة. ويعد هذا الخروج، رغم مرارته، فرصة للجهاز الفني لإعادة تقييم الأداء العام وتحديد نقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة قبل خوض تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، حيث تطمح الجماهير العمانية لرؤية منتخبها ينافس بقوة على الألقاب الإقليمية والقارية.
إن الأداء الذي قدمه المنتخب العماني في هذه البطولة، رغم عدم التأهل، يرسل رسالة واضحة بأن الفريق يمتلك الهوية والشخصية القادرة على مقارعة الكبار، وأن مشروع كيروش مع الكرة العمانية لا يزال في طور البناء والتطوير، مما يبشر بمستقبل واعد إذا ما تم البناء على هذه المكتسبات وتلافي الهفوات البسيطة التي كلفت الفريق بطاقة التأهل.
