شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الاثنين، حيث صعد المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.3%، مدعوماً بتزايد التوقعات في الأسواق العالمية بقرب اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) نحو تخفيف سياسته النقدية وخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الأسبوع.
أداء الذهب في الأسواق العالمية
وفقاً لأحدث البيانات، سجل الذهب في المعاملات الفورية مستوى 4,208.40 دولار للأوقية، مما يعكس إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن وتحوطاً ضد تقلبات العملات. في المقابل، شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% لتستقر عند 4,238 دولاراً للأوقية، وهو تباين طبيعي يحدث أحياناً بين السوق الفوري وسوق العقود الآجلة بناءً على آجال الاستحقاق وتوقعات المضاربين.
توقعات الفائدة وتأثيرها الاقتصادي
تتجه الأنظار صوب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME إلى أن المتعاملين يتوقعون بنسبة تصل إلى 90% أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ومن المقرر أن يعلن الفيدرالي قراره الأخير لهذا العام يوم الأربعاء، يليه مؤتمر صحفي لرئيس المجلس جيروم باول، والذي سيتم تحليل تصريحاته بدقة لاستشراف مسار السياسة النقدية في العام المقبل.
ومن الناحية الاقتصادية، توجد علاقة عكسية تقليدية بين أسعار الفائدة والذهب؛ حيث يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً دورياً (مثل السندات أو الودائع البنكية). وعادة ما يضغط خفض الفائدة على قيمة الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، وبالتالي يرتفع الطلب عليه وتزداد أسعاره.
أهمية الذهب كملاذ آمن
يكتسب هذا الارتفاع أهمية خاصة في ظل السياق الاقتصادي العالمي الحالي، حيث يلجأ المستثمرون والمؤسسات المالية إلى الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية. ويُعد المعدن الأصفر مخزناً للقيمة عبر التاريخ، وتزداد جاذبيته كلما زادت حالة عدم اليقين بشأن السياسات النقدية أو التوترات الجيوسياسية، مما يجعله ركيزة أساسية في تنويع المحافظ الاستثمارية.
انتعاش المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر الصعود على الذهب فحسب، بل امتد ليشمل سلة المعادن النفيسة الأخرى، مستفيدة من ضعف الدولار وتوقعات الفائدة المنخفضة. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 58.35 دولار للأوقية. كما حققت مجموعة المعادن البلاتينية مكاسب قوية، حيث صعد البلاتين بنسبة 0.9% مسجلاً 1,656.50 دولار، وقفز البلاديوم بنسبة 1.3% ليصل إلى 1,476 دولار. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعادن (البلاتين والبلاديوم والفضة) تتمتع بطلب مزدوج؛ كونها معادن استثمارية وأيضاً مدخلات صناعية حيوية في قطاعات مثل الإلكترونيات وصناعة السيارات، مما يعزز من فرص صعودها مع أي تحسن في التوقعات الاقتصادية الصناعية.