شهدت المياه قبالة سواحل محافظة هوالين في تايوان، مساء اليوم الاثنين، نشاطاً زلزالياً ملحوظاً، حيث أعلن المركز الصيني لشبكات الزلازل عن رصد زلزال بقوة 5.1 درجات على مقياس ريختر. ووفقاً للبيانات الصادرة عن المركز، وقع الزلزال تحديداً عند الساعة 7:24 مساءً بالتوقيت المحلي، مما أثار حالة من الترقب والمتابعة الدقيقة من قبل هيئات الرصد الجيولوجي في المنطقة.
وأوضحت التقارير التقنية أن مركز الزلزال تم تحديده عند التقاء دائرة عرض 23.78 درجة شمالاً وخط طول 121.70 درجة شرقاً، وعلى عمق 20 كيلومتراً تحت سطح البحر. وتعتبر هذه البيانات أولية وقابلة للتحديث مع استمرار عمليات الرصد والتحليل الجيولوجي للمنطقة المتأثرة.
نشاط زلزالي في إندونيسيا
في سياق متصل بالأحداث الجيولوجية في المنطقة الآسيوية، لم تكن تايوان الوحيدة التي سجلت نشاطاً زلزالياً اليوم. فقد ضرب زلزال آخر بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر منطقة فاكفاك الواقعة غرب إندونيسيا. وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن مركز هذا الزلزال وقع على بعد 157 كيلومتراً غرب المنطقة المذكورة، وعلى عمق ضحل نسبياً بلغ 12.4 كيلومتراً.
حزام النار وسياق النشاط الجيولوجي
تأتي هذه الزلازل المتزامنة لتذكر بالطبيعة الجيولوجية المعقدة لمنطقة شرق وجنوب شرق آسيا. حيث تقع كل من تايوان وإندونيسيا ضمن ما يُعرف بـ "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهو قوس واسع من خطوط الصدع النشطة والبراكين التي تحيط بحوض المحيط الهادئ. وتعد هذه المنطقة موطناً لأكثر من 75% من براكين العالم النشطة، وتشهد حوالي 90% من الزلازل التي تحدث على كوكب الأرض.
بالنسبة لتايوان تحديداً، فهي تقع بالقرب من تقاطع صفيحتين تكتونيتين رئيسيتين، وهما صفيحة بحر الفلبين والصفيحة الأوراسية. هذا الموقع الجغرافي يجعل الجزيرة عرضة لزلازل متكررة تتراوح شدتها بين الخفيفة والمدمرة. وتعد محافظة هوالين، التي وقع الزلزال قبالة سواحلها، واحدة من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في الجزيرة نظراً لطبيعتها الجيولوجية.
أهمية الرصد والاستعداد
على الرغم من أن الزلازل بقوة 5 درجات غالباً ما تُصنف على أنها متوسطة الشدة وقد لا تسبب دماراً واسعاً إذا كانت مراكزها عميقة أو بعيدة عن المناطق السكنية المكتظة، إلا أن السلطات في هذه الدول تولي اهتماماً بالغاً لكل هزة أرضية. لقد طورت تايوان وإندونيسيا على مر العقود أنظمة إنذار مبكر متطورة ومعايير بناء صارمة لمقاومة الزلازل، وذلك للحد من الخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عن الكوارث الطبيعية الكبرى، مما يعكس الأهمية القصوى للجاهزية في مواجهة غضب الطبيعة.
