أعلن المغربي جمال السلامي، المدير الفني للمنتخب الأردني، عن توجهه لإجراء تعديلات جوهرية على تشكيلة "النشامى" في المواجهة المرتقبة أمام المنتخب المصري، وذلك في ختام منافسات دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025. ويأتي هذا القرار بعد أن ضمن المنتخب الأردني تأهله رسمياً إلى الدور ربع النهائي متصدراً للمجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة، مما يمنح الجهاز الفني أريحية تكتيكية للتحضير للأدوار الإقصائية.
حسابات التأهل وضغط الفراعنة
تكتسب هذه المباراة أهمية قصوى للمنتخب المصري، الذي يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه. يدخل "الفراعنة" اللقاء تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير، حيث لا بديل أمامهم سوى تحقيق الفوز لضمان بطاقة العبور الثانية عن المجموعة، وذلك لتفادي الدخول في حسابات معقدة وانتظار نتيجة المباراة الأخرى التي تجمع بين الكويت والإمارات. وقد تعقد موقف المنتخب المصري بعد تعادلين مخيبين للآمال بنتيجة (1-1) في الجولتين السابقتين، مما يجعل مواجهة الأردن بمثابة "نهائي مبكر" لرفقاء الفراعنة.
استراتيجية السلامي: التدوير للحفاظ على الجاهزية
في المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، أكد السلامي على أهمية المباراة رغم حسم التأهل، مشيراً إلى أنها فرصة للحفاظ على النسق التصاعدي للفريق. وقال السلامي: "مباراة منتخب مصر مهمة جدًا بالنسبة لنا للحفاظ على النسق والجاهزية، كما أنها مؤثرة في تحديد هوية المتأهل الثاني". وأضاف موضحاً استراتيجيته: "حققنا هدفنا الرئيسي وهو التأهل لربع النهائي، لذلك أفكر جدياً في إراحة بعض اللاعبين الأساسيين لتجنب الإرهاق والإصابات، وسأحدد التشكيل النهائي بعد المران الأخير". يعكس هذا التصريح نضجاً تكتيكياً، حيث يسعى المدرب لتجهيز دكة البدلاء وحماية نجومه من البطاقات الملونة قبل خوض غمار ربع النهائي.
مسيرة النشامى المميزة وتاريخ المواجهات
قدم المنتخب الأردني أداءً لافتاً في النسخة الحالية من كأس العرب، حيث أظهر شخصية قوية وتوازاً بين الدفاع والهجوم. استهل النشامى مشوارهم بفوز ثمين على الإمارات (2-1)، وأتبعوه بانتصار عريض على الكويت بثلاثية مقابل هدف، ليحصدوا 6 نقاط كاملة وضعتهم في قمة المجموعة. هذا الأداء القوي يعكس التطور الكبير في الكرة الأردنية خلال السنوات الأخيرة.
وعلى الصعيد التاريخي، تستحضر الجماهير المواجهة الملحمية التي جمعت المنتخبين في ربع نهائي كأس العرب 2021 في قطر، والتي انتهت بفوز مصر بنتيجة (3-1) بعد التمديد للأشواط الإضافية في مباراة كانت مليئة بالندية والإثارة. ورغم اختلاف الظروف في نسخة 2025، إلا أن الطابع التنافسي بين المدارس الكروية في شمال أفريقيا وغرب آسيا يظل حاضراً بقوة، مما يعد بمباراة قوية حتى في ظل غياب بعض العناصر الأساسية من الجانب الأردني.